وأخيرا نفق الموحدين يدخل إلى الخدمة عقب افتتاحه ويعول عليه في التخفيف من اكتظاظ حركة السير والجولان، حيث بلغت كلفة انجازه مبلغ 820 مليون درهم وتأخر افتتاحه راجع لأسباب مجهولة. وأخيرا تم افتتاح نفق الموحدين بوسط العاصمة الاقتصادية للمملكة، يوم السبت 26 يونيو الجاري، بعد فترة انتظار طويلة، ساهمت في إرباك حركة السير وتعقيد عملية المرور بكل انسيابية نحو مسجد الحسن الثاني، والشريط الساحلي عين الذئاب، حيث يأتي تدشين النفق المذكور في ظرفية استثنائية، لاسيما عقب انطلاق أوراش أخرى ساهمت في تضييق الشوارع المعروفة، ويتعلق الأمر بانطلاقة أشغال إنجاز البنيات التحتية للخطين الثالث والربع للطرامواي، والحافلات الكهربائية لتعزيز قدرات النقل العمومي.
ويعتبر نفق الموحدين الذي يصل طوله إلى ثلاثة كيلوميترات، ويربط بين شارع الجيش الملكي وكورنيش ساحة مسجد الحسن الثاني، واحدا من الأنفاق التي تعول عليها كثيرا ساكنة العاصمة الاقتصادية للمملكة في التخفيف من حالة الاكتظاظ التي تعرفها شوارع وسط المدينة، خصوصا بالشوارع القريبة من محطة القطار الميناء، حيث أجمع العديد من المتتبعين للشأن المحلي بالدارالبيضاء، على أن فتح النفق المذكور من شأنه أن يساهم في التخفيف من الازدحام الذي يعرفه مدخل المدينة، خصوصا في الفترتين الصباحية والمسائية، مؤكدين على أن هذا المشروع الذي طالما تغنى مجلس الجماعة بإنجازه، كان من المفروض فتحه في وجه العموم منذ نهاية سنة 2020، بعدما انطلقت أشغاله سنة 2017، مشددين في السياق ذاته على أن تأخر فتحه قد يعود لأسباب تقنية مرتبطة بظهور عيوب كثيرة ببنياته التحتية، خصوصا منها عدم القدرة على تصريف مياه الأمطار أو المياه الجوفية التي يحتمل تسربها بشكل تلقائي، على اعتبار أن النفق قريب من الشريط الساحلي للمحيط الأطلسي، فيما أوضح مصدر بمجلس جماعة الدارالبيضاء، أن تأجيل فتحه كان مرتبطا ببعض الإجراءات التقنية والإدارية بهدف التأكد من جاهزيته على جميع المستويات، وذلك بهدف تفادي الاختلالات التي قد تظهر عليه بعد تسلمه من طرف الشركة التي قامت بإنجازه.
وارتباطا بالموضوع، سبق للمشرفين على المشروع المذكور، تجاوز تأخر انطلاقة خدمته بتوقع افتتاحه خلال نهاية شهر مارس الماضي، بعدما انطلقت أشغال انجازه سنة 2017، بكلفة مالية إجمالية تقدر بمبلغ 820 مليون درهم، قبل أن تتبدد توقعاتهم عقب عدم الإعلان عن تاريخ محدد لدخوله إلى الخدمة الفعلية حتى الآن، بالرغم من أنه بات جاهزا، حيث كان من المفروض أن يساهم النفق المذكور، الذي يبلغ طوله حوالي 3 كيلومترات، منها 1,817 مترا تحت الأرض (مغطاة)، والتي هيئت على مسارين، في التخفيف من حالة اكتظاظ حركة السير والجولان بوسط المدينة، كما يرتقب أن يساهم يوميا في عبور 45 ألف سيارة.
يشار إلى أن مجموعة من الشركاء ساهموا في مبلغ إنجاز نفق الموحدين الذي يتيح لسائقي المركبات فرصة تغيير مسار اتجاههم على مستوى جميع ملتقيات الطرق على طول شارع الموحدين، وشارع سيدي محمد بن عبد الله، ومحج زايد أوحمد، والانتهاء بشارع القوات المسلحة الملكية بعد ملتقى الطرق زلاقة، حيث ساهمت وزارة الداخلية (المديرية العامة للجماعات المحلية)، في كلفة تشييده البالغة (820 مليون درهم)، بمبلغ 270 مليون درهم، وجماعة الدارالبيضاء ب 60 مليون درهم، وشركة (Wessal Capital Asset Management )، بمبلغ 250 مليون و240 مليون درهم، ثم شركة (Al Manar Development Company).
للتذكير فقد أشرف على انطلاق العمل بهذا النفق كل من والي جهة الدارالبيضاءسطات ورئيس الجماعة الترابية للدار البيضاء،وبدون حشمة فإنهم يتباهون بهذا العمل وكأنهما حققا إنجازا عظيما وفتحا مبينا.