لم تهدأ معالم التصعيد بين مصر والجزائر بعد الأزمة التي أعقبت المباراة الحاسمة التي جمعت بينهما يوم الأربعاء الماضي بملعب أم درمان بالسودان، بل يمكن القول إن الأزمة ازدادت اشتدادا وسخونة، وفي هذا السياق عبر السفير الجزائريبالقاهرة عن تنديده لإقدام مجموعة من المحامين المصريين على إحراق العلم الجزائري في تظاهرة احتجاجية لهم، بيد أن الاعلام في البلدين لايزال يكيل تعابير السب والقذف المتبادل والتي وصلت حدا خطيرا، كما تبادل هذا الإعلام الذي يزيد في صب كميات هائلة من الزيت على النار الملتهبة أخبارا عن تعرض أفراد الجالية المصرية في الجزائر إلى اعتداءات وتعرض أفراد الجالية الجزائرية بمصر إلى اعتداءات مماثلة. إلى ذلك أكدت مصادر وثيقة الاطلاع، أن الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد عمرو موسى قرر القيام بوساطة بين البلدين لتجفيف منابع هذا التصعيد. ومن جهة أخرى أكد أمين عام الاتحاد الدولي لكرة القدم، الفرنسي جيروم فالك، استحالة إلغاء نتيجة أو إعادة المباراة الفاصلة بين منتخبي مصر والجزائر التي أقيمت الأربعاء الماضي في الخرطوم، ضمن تصفيات كأس العالم 2010. وقال فالك، لوسائل الإعلام، خلال وجوده في دولة الإمارات لحضور نهائيات مونديال الكرة الشاطئية في دبي «المباراة سارت بشكل طبيعي ، ولم تصاحبها أي أحداث تؤثر سلباً في نتيجة اللقاء الذي انتهى بفوز الجزائر وحصولها على بطاقة التأهيل إلى المونديال». وأوضح «أي أمور أخرى حدثت خارج الملعب سيتم بحثها خلال اجتماع مرتقب للفيفا بعد الاطلاع على التقارير الخاصة التي ستقدمها اللجنة المنظمة للمباراة إلى جانب مراقب وحكم اللقاء». وعما إذا كان (الفيفا) يأخذ بعين الاعتبار التقارير التي تتحدث عن اعتداءات من جانب الجمهور الجزائري على نظيره المصري في الخرطوم، قال فالك «هناك أمور حدثت عقب مباراة المنتخبين في السودان، لكن الفيفا يهمها دائماً ما يحدث داخل ملعب المباراة وليست مسؤولة عن أي أحداث طرأت خارج الملعب لأنها لم تؤثر إطلاقاً في نتيجة المباراة». وتابع يقول «نحن في الفيفا مرتاحون لاستضافة السودان وتنظيمه المباراة كونه قام بوضع الإجراءات اللازمة لإخراجها بشكل جيد. وأعتقد أن السودان نجح في هذا الأمر ونشيد بالتنظيم والجهود التي قام بها المسؤولون هناك لإخراج المباراة بصورة جيدة، رغم قصر الفترة التي سبقت قيام المباراة، . ورد فالك على ما يتردد حاليا بأن الفيفا بصدد إصدار عقوبات أو قرارات تأديبية بحق الاتحادين المصري والجزائري على خلفية الأحداث التي صاحبت مباراة القاهرة، وكذلك المباراة الفاصلة التي أقيمت في السودان».