بسبب تداعيات الإغلاق الليلي في شهر رمضان وعدم تقديم الدعم الحكومي للمهنيين، المقاهي والمطاعم بالعاصمة الاقتصادية تتحول إلى محلات لبيع الحلويات والخبز في زمن الجائحة اضطر العديد من أرباب المقاهي والمطاعم بالعاصمة الاقتصادية للمملكة، إلى تحويل فضاءاتهم إلى محلات لبيع الحلويات والخبز والمعجنات خلال شهر رمضان، وذلك بسبب الأزمة الخانقة التي يمر منها مهنيو القطاع عقب قرار الحكومة القاضي بالإغلاق الليلي لجميع المحلات، وتجميد كافة الأنشطة التجارية طيلة شهر رمضان في إطار الإجراءات الاحترازية لمواجهة تفشي فيروس "كورونا".
وقد دفعت الوضعية المزرية لمهنيي القطاع، الجمعية الوطنية لأرباب المقاهي والمطاعم بالمغرب إلى إعداد مذكرة جديدة من أجل تقديمها إلى المسؤولين عن مجموعة من القطاعات الوزارية، تتضمن جملة من المقترحات التي من شأنها إخراج القطاع المذكور من حالة الركود والمشاكل المتعددة التي يعاني منها، خاصة في ظل تداعيات أزمة انتشار جائحة فيروس "كورونا" المستجد، وما رافق ذلك من إجراءات حكومية عمقت من جراح قطاع المقاهي والمطاعم، وهو ما كشف عنه نور الدين الحراق، رئيس الجمعة الوطنية لأرباب المقاهي والمطاعم بالمغرب، الذي أكد على أن الجمعية المذكورة بصدد إعداد وتحضير مذكرة، سيتم تقديمها خلال الأيام المقبلة إلى مجموعة من وزراء القطاعات المعنية، على اعتبار أن الظروف التي يمر منا المهنيون، بسبب جائحة (كوفيد-19)، أصبحت لا تطاق، خصوصا بالمدن الكبرى التي تضم عددا كبيرا من المقاهي والمطاعم وتشغل يد عاملة مهمة، مشددا على أن المذكرة ستكون بمثابة خارطة طريق للعمل، بعد انتهاء زمن الجائحة وكيفية تدبير مشاكل القطاع، خاصة في ظل الظروف المزرية التي يتخبط فيها المهنيون.
ويأتي تحرك الجمعية المغربية لأرباب المقاهي والمطاعم في ظل معاناة المهنيين اجتماعيا واقتصاديا، جراء قرار الحكومة القاضي بإغلاق المقاهي والمطاعم ليلا طيلة شهر رمضان، في إطار العمل بسريان حالة الطوارئ الصحية وفرض التنقل الليلي من الساعة الثامنة مساء إلى غاية الساعة السادسة صباحا، مما كان له انعكاسات سلبية على نشاط مهنيي القطاع، ما فرض على بعضهم بالعاصمة الاقتصادية إلى تحويل المقاهي والمطاعم إلى محلات لبيع الحلويات والخبز والحليب خلال فترة النهار، كإجراء ترقيعي لتفادي الآثار السلبية للإغلاق الليلي، علما أن مهنيو المقاهي والمطاعم، لم يتوصلوا بأي دعم مادي لحد الساعة، رغم حرمانهم من العمل ليلا خلال شهر رمضان، وإجبارهم على الإغلاق في حدود الساعة الثامنة مساء خلال الأيام العادية أي قبل رمضان، مما كان له تداعيات سلبية على الوضعين الاجتماعي والاقتصادي للمهنيين الملزمين بتوفير لقمة العيش لأسرهم فضلا عن تأدية مصاريف الكراء، والتطبيب والتمدرس، بالإضافة إلى الضرائب المتعددة التي تثقل كاهل أرباب المقاهي والمطاعم، إلى درجة أن العديد منهم أصبح عاجزا عن سداد ما بذمتهم من ديون متراكمة منذ السنة الماضية، في الوقت الذي لم تأخذ فيه الحكومة بعين الاعتبار ظروف الجائحة.