خرجت مباراة الجزائر ومصر في كرة القدم التي توجت بتأهل المنتخب الجزائري لنهائيات كأس العالم عن سياقها الرياضي فعلا، وراحت تدفع بالعلاقات المصرية الجزائرية نحو التأزم والتصعيد بشكل مذهل جدا وبحجم يصعب على أي عقل أن يستوعبه، حيث تتواتر أخبار من البلدين عن إجراءات وتصرفات تؤشر على أن ما ستشهده العلاقات بين البلدين في المستقبل المنظور لن يكون مفرحا ولا سارا، فمن جهته سارع الرئيس المصري حسني مبارك إلى عقد اجتماع حضره المسؤولون السامون لبحث سبل مواجهة تداعيات الأزمة، وفي خطوة لاحقة قررت القاهرة استدعاء سفيرها بالجزائر قصد التشاور ، وهو إجراء ديبلوماسي يعني دخول العلاقات بين البلدين إلى المنطقة الحارقة جدا، بيد أن الجزائر ومن خلال قصاصة لوكالة أنبائها الرسمية عبرت عن تفاجئ الأوساط الجزائرية مما تضمنته تصريحات رسمية مصرية من معلومات خاطئة لا أساس لها من الصحة وهو الأمر الذي يجافي الحقيقة. وأفادت مصادر إعلامية جزائرية أن السلطات الجزائرية بصدد دراسة اتخاذ قرارات عملية للرد على مصر، وقد تبدأ بصياغة جواب صريح على تعمد عدد كبير جدا من الفنانين المصريين ليس فقط على مناصرة منتخب بلادهم بل أيضا التورط في البوليميك ضد الجزائر، وسيبدأ هذا القرار الذي يقضي بمنع بث المسلسلات المصرية، وقالت صحيفة الخبرالجزائرية إن مسؤولي القناة الجزائرية على وشك اتخاذ قرار المنع هذا. ودخلت الخرطوم على الخط الساخن بأن استدعت السلطات السودانية يوم الخميس السفير المصري للتعبير عن غضبها على نشر وسائل الإعلام المصرية أنباء خاطئة حول الاشتباكات التي حصلت بعد المباراة. وأوضحت السلطات السودانية في بيان لها قامت وزارة الخارجية باستدعاء السفير المصري لإبلاغه رفض السودان للأنباء التي نشرتها وسائل الإعلام المصرية بخصوص الأحداث التي حصلت بعد المباراة. وفي خطوة لم تخل من خلفية تكثيف الضغط على القاهرة بعث الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة برسالة شكر للرئيس السوداني لنجاح بلاده في ضمان شروط إنجاح هذه المباراة.