بعدَ النجاح الذي حققته منذ انطلاقها بوصول عدد الملقحين إلى أزيد من 746 ألف نسمة، تعرف الحملة الوطنية للتلقيح ضد الفيروس التاجي تحديثاً لاستراتيجيتها غدا الجمعة، وذلك بالشروع في تطعيم الأشخاص دون 75 سنة، وسط دعواتِ المختصين إلى ضرورة تظافر المجهود الفردي والجماعي لتحقيق المناعة الجماعية ببلادنا. كما شرعت وزارة الصحة في تطعيم العاملين بالقطاع البالغين من العمر أقل من أربعين عاما. وذلك بموازاة، مع تحديث استراتيجية الوزارة الخاصة بتطعيم المواطنين والمقيمين ضد كوفيد-19 بانطلاق عملية تلقيح الأشخاص البالغين من العمر أقل من 75 سنة بالوسط الحضري بعد ما تم ذلك من قبل في الوسط القروي.
وقال مولاي المصطفى الناجي، مدير مختبر الفيروسات في جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، إن جميع من تتجاوز أعمارهم 75 سنة تمت دعوتهم للتلقيح، موضحا في تصريح ل"العلم"، أن الوزارة ستمر بالتدرج لتلقيح الأشخاص البالغين من العمر 74 و73 و72 سنة وما دونها بالتوالي.
وأكد خبير الفيروسات ذاته، على أننا "أمام خيارين إما أن نضرب اللقاح أو يضربنا الفيروس"، مشددا على أن المطلوب في هذه المرحلة هو تظافر الجهود لإنجاح الحملة الوطنية للتلقيح في أفق الوصول إلى تطعيم 70 في المائة من الساكنة وتحقيق المناعة الجماعية، داعيا لمواكبة مجهود الدولة بانخراط الأفراد في هذه العملية وتجنب النقاشات التشكيكية.
وأشار عضو اللجنة العلمية للتلقيح، إلى نجاح هذه العملية حتى الآن، حيث ينتظر أن يتجاوز عدد المستفيدين من التلقيح مليون نسمة مع متم الأسبوع الجاري. وهو ما يعطي الأمل بحسب المتحدث، في أن يكون الجميع إيجابياً وأن ننجح هذا المشروع الضخم، وبالتالي نخرج من الأزمة في أفق أواخر أبريل المقبل.
في حين توصلت وزارة الصحة يوم الخميس بالدفعة الثانية من اللقاحين الصيني والبريطاني، بما قدره 4,5 ملايين حقنة من لقاح أسترازينيكا و700 ألف حقنة من لقاح سينوفارم، بعدما كان منتظرا أن تصل أمس. ووافقت الهند يوم الأربعاء الأخير، على تزويد 25 دولة عبر العالم، بينها المغرب، بما مجموعه 24 مليون جرعة من لقاح أسترازينيكا أكسفورد، الذي يصنعه معهد مصل الهند.
وأفاد الدكتور سعيد لفقير، عضو خلية تتبع كورونا في مكناس، بأن المرحلة الثانية من عملية التلقيح ضد كورونا، ستنطلق الجمعة وستهم الفئة ما دون سن 75 سنة، مضيفا في تصريح ل"العلم"، أن يومي الأربعاء والخميس شهدا تلقيح موظفي وزارة الصحة من مختلف الأعمار.
وتابع المتحدث، أن الهدف هو الوصول إلى مليون مستفيد من العملية خلال نهاية الأسبوع الجاري، على أن تنطلق عملية تلقيح جميع الفئات العمرية خصوصا أصحاب الأمراض المزمنة بداية من يوم الاثنين المقبل.
وأوضح لفقير، أن وزارة الصحة بعكس ما نشرته بعض الصحف، لن تخلق مراكز جديدة خلال المرحلة الثانية من عملية التلقيح، وسيقتصر الأمر على الموجودة، موضحاً أن فترة عمل أطقم التلقيح تم تمديدها انطلاقا من الأربعاء الأخير، فبعد أن كانت من الثامنة والنصف صباحاً إلى الرابعة والنصف عصرا، أصبحت مستمرة إلى السادسة والنصف مساء للتمكن من تلقيح عدد أكبر من المستفيدين.
في سياق متصل، أعلنت لجنة خبراء اللقاحات التابعة لمنظمة الصحة العالمية، أن اللقاح المضاد لفيروس كورونا الذي طوّره مختبر أسترازينيكا البريطاني، يمكن استخدامه لدى من تجاوزت أعمارهم 65 عامًا، في قرار مؤيد لوزارة الصحة المغربية التي قررت الإبقاء على استخدام هذا اللقاح بالنسبة للفئة العمرية البالغة 65 سنة فما فوق، كما تمت التوصية بذلك ضمن الاستراتيجية الوطنية للتلقيح ضد "كوفيد-19".