خلقتْ مبادرة جلالة الملك محمد السادس بالاستفادة من التطعيم المضاد لفيروس كورونا المستجد علانيةً، الحدث وطنيا ودوليا، وشجعت 90 ألف مغربي على الاستفادة من اللقاح في ظرف يومين فقط، إلى جانب الآلاف ممن ينتظرون دورهم في الاستفادة من العملية التي أعطى الملك انطلاقتها فعليا الخميس الأخير. تطعيم تسعين ألف مغربي في يومين والآلاف ينتظرون دورهم العلم الإلكترونية - ع. الناصر الكواي وأكد وزير الصحة، خالد آيت طالب، على أن "صاحب الجلالة نصره الله هو الذي أعطى الانطلاقة الفعلية لهذه الحملة، وهو الساهر على صحة المواطنين وعلى أن تمر هذه العملية في أمان"، مضيفا لدى إشرافه على انطلاق عملية التلقيح بالرباط، أن المجهودات التي تبذل جبارة، وسط تنافس دولي محموم على اللقاح، ورغم ذلك استطاع المغرب بتوجيهات ملكية الحصول على كمية من اللقاح لتنطلق الحملة الوطنية للتطعيم، حسب المتحدث.
وبشر الوزير، بوجودِ دفعاتٍ أخرى من اللقاح سيتسلمها المغرب خلال أشهر فبراير ومارس وأبريل المقبلة ضمن اتفاقيات وصفها ب"المضمونة"، وذلك في أفق تلقيح 80 في المائة من الساكنة بشكل متدرج، مشيرا إلى ضرورة انخراط المواطنين في الإجراءات الوقائية خلال التلقيح وبعده حتى تنجح العملية.
كما كشف مدير مديرية السكان بوزارة الصحة، عبد الحكيم يحيان، أن أزيد من تسعين ألف مغربي تلقوا التطعيم خلال اليومين الأولين من الحملة الوطنية للتلقيح التي تمتد على ثلاث مراحل، وذلك في عملية سخرت لها الوزارة 25 ألفا من أطرها مع إضافة متطوعين، في 3 آلاف مركز ثابت و10 آلاف نقطة متحركة تشتغل من الاثنين إلى السبت على الصعيد الوطني.
وأهاب المتحدث بالمواطنين المعنيين الولوج إلى موقع اللقاح، والاستفادة من خدماته المتعددة.
وتستهدف الحملة الوطنية للتلقيح، الفئات المستهدفة بطريقة تدريجية، وخاصة الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بمرض كوفيد-19 ومضاعفاته، ويتعلق الأمر أساساً، بمهنيي الصحة البالغين من العمر 40 سنة فما فوق، والسلطات العمومية والقوات المسلحة الملكية، وكذا نساء ورجال التعليم ابتداء من 45 سنة.
وبالأرقام، ينتظر أن يستفيد من كمية مليونين وخمسمائة ألف جرعة المتوفرة لدى بلادنا من اللقاحين، حوالي 800 ألف من عناصر الصفوف الأولى المذكورين، وقرابة 450 ألفا من المسنين فوق 75 سنة، وذوي الهشاشة الصحية، وفق البروفيسور عز الدين إبراهيمي، عضو اللجنة العلمية للقاح.
ويثني جميع الخبراء المغاربة، على المجهود الكبير الذي بذله الملك محمد السادس لحصول بلادنا على اللقاح في ظل تنافس دولي شرس، وبالتالي تموقع المغرب ضمن أولى الدول التي تطلق عملية التطعيم. وقد عبر البروفيسور عز الدين إبراهيمي عن تنويهه بالدور الريادي الذي لعبه الملك محمد السادس، مشيرا إلى أن كرونولوجيا الأحداث تظهر ذلك منذ بداية الوباء، بخلق صندوق تدبير الجائحة الذي مكن من تجاوز المحنة الاقتصادية للمواطنين، وكذا في صناعة الكمامات، والخطة المندمجة للتلقيح منذ تاسع نونبر..
وقال البروفيسور مولاي هشام عفيف، عضو اللجة العلمية للتلقيح، إن التوجيهات السامية لجلالة الملك مكنت المغرب منذ بداية الجائحة من اتخاذ تدابير استباقية، منها توقيعه على اتفاقيتين مع شركتي "أسترازينيكا" و"سينوفارم"، مما جعل بلادنا من بين أولى الدول الأفريقية في هذا الإنجاز.
وأكد البروفيسور عفيف، أن مجانية اللقاح التي أمر بها جلالته، ستمكن من الوصول إلى تلقيح 80 في المائة من الساكنة حتى نتخطى هذه الجائحة. وذكر بعملية التلقيح الضخمة التي نجح خلالها المغرب في تلقيح 19 مليون نسمة سنة 2003، وهو ما يدل على خبرة المملكة وجاهزيتها لعملية التطعيم ضد كوفيد-19.
وأعرب المتحدث، عن تفاؤله بنجاح العملية نظرا لجودة اللقاحين اللذين اختارهما المغرب، وتحسن الوضعية الوبائية في بلادنا، مشيرا إلى انتقال عدد الحالات الموجودة في الإنعاش من 1200 إلى 700 حالة، وكذلك تراجع عدد الوفيات، وداعيا المواطنين إلى الاستمرار في احترام التدابير الاحترازية.