يمكن اعتبار يوم 14 نونبر من عامنا هذا يوما فاصلا بين أحلامنا وتوهماتنا، والواقع الذي صفعنا بقوة وأسقطنا بالضربة القاضية التي أوضحت للجميع أننا كنا نعيش واقعا كرويا نثنا لم نعمل على تطهيره بل تمادينا في استنشاق نثانته ليكون المآل في النهاية هو هذه السقطة المذلة لمنتخبنا الوطني الذي (بهذل) سمعة المغرب وكرة القدم المغربية وهو يوقع على أسوء تصفيات إفريقية وعالمية في مسيرته التاريخية معلنا بما ناله من إخفاقات عن انهيار كلي لبنية ما يسمى بالمنتخب الوطني المغربي لكرة القدم الذي شكلت الظروف التي مر بها منذ بداية إقصائيات هذه المرة »فيلما هنديا« اختلط فيه تكاثر اللاعبين وتعاظم اختلافاتهم مع تغيير المدربين وغياب الروح القتالية وحب القميص وما إلى ذلك من الخبايا التي لا يعلمها إلا أصحاب القرار ومع ذلك غضوا الطرف عنها لتكون نتيجة هذا السكوت هو ما وصلنا إليه من مهزلة، ولو أن هذا المنتخب كان يقوده رجل قرار قوي الشخصية من طينة المرحومين النتيفي وبلمجدوب لربما عرفت مسيرته وجهة أخرى، لكن والعكس هو ما حصل فلابد أن تسود الفوضى بل التسيب وضرب إحساس شعب بأكمله عرض الحائط. وإذا كان الواقع لايرتفع كما يقول المثل، ونحن أمام (مسخرة) كروية لم يسبق لها مثيل فما علينا بدءاً من اليوم أن نفكر وبالجدية المطلوبة وبالرجال العارفين العقلاء في الميدان الرياضي في ما يجب القيام به لإعادة بناء المنتخب الوطني من الأساس، مادام أن كل الإمكانيات المادية واللوجستيكية متوفرة، وهذا لن يتم سوى بتكوين خلية تفكير من الأدمغة الكروية المغربية ولجنة تقنية حقيقية للعمل وبأسرع ما يمكن على وضع تصور لهذا البناء على أمل تكوين منتخب قادر مع حلول سنتي 2012 (كأس إفريقيا) و2014 (كأس العالم) أن يعيد شيئا من هيبة الكرة المغربية على الصعيدين القاري والعالمي. أما إن نحن دخلنا في متاهة جلب مدرب جديد واستعطاف اللاعبين المحترفين والاستمرار في سياسة تضميد الجراح بالمسكنات فإننا سوف نعيش نفس السيناريو بل قد يزداد ضعف منتخبنا بشكل أكثر، حتى لو قررنا الاحتراف داخل أنديتنا فهذا لن يفيد في شيء إذا لم تكن هناك رؤية مستقلة للمنتخب الوطني إن لم أقل المنتخبات الوطنية بأصنافها يكون الهدف منها تسليم امور الاشراف فيها لخبراء في الميدان متفرغين همهم هو الإشتغال والإهتمام كليا بالمنتخبات الوطنية ونبذ ازدواجية الإشراف ما بين المسؤوليات بالجامعة والفريق الوطني أو الفرق في ذات الوقت ، ففي هذا النهج اقرب الطرق للإنقاذ الفوري لمأساة المنتخب الوطني لأن جروحه الغائرة لاتقبل الانتظار حتى تتعفن وتتحول إلى داء يستعصى علاجه ولأصحاب القرار واسع النظر