يخلد الشعب المغربي اليوم باعتزاز كبير الذكرى 54 لعيد الاستقلال. وتؤرخ هذه الذكرى لعودة المغفور له الملك المجاهد محمد الخامس من المنفى إلى أرض الوطن معلنا انتهاء عهد الحجر والحماية، وبزوغ فجر الحرية والاستقلال، ومجسدا الانتقال من معركة الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر، وانتصار ثورة الملك والشعب المجيدة التي مثلت ملحمة عظيمة في مسيرة الكفاح الوطني الذي خاض غماره الشعب المغربي بقيادة العرش العلوي المجيد من أجل حرية الوطن وتحقيق الاستقلال والوحدة الترابية. لقد كان الاستقلال مرتبطا بعودة الملك الشرعي إلى أرض الوطن. وكان حزب الاستقلال هو المحرك للمقاومة المغربية التي أطلق عليها جلالة الملك بعد العودة، وبمناسبة إحياء ذكرى استشهاد المقاوم محمد الزرقطوني في اليوم الثامن عشر من شهر يونيو سنة 1956، ثورة الملك والشعب. ولذلك جاء الاستقلال محملا بالأماني والأهداف الوطنية. منذ دخول منطقة شمال افريقيا ضمن المخطط الأمبريالي في بداية القرن 19، ووجود رغبة فرنسية لضم المغرب لامبراطوريتها عقب شن سلسلة هجمات على البلاد بدءا من معركة إسلي في 14 غشت 1844 وسلوك نفس النهج من طرف اسبانيا عند خلقها لحادثة تطوان سنة 1859، والمغرب بكل فئاته الاجتماعية والسياسية لم يدخر جهدا في الدفاع عن الوحدة الترابية للوطن. ومع تسرب الاستعمار وفرض الحماية تعددت الأحداث التي صنعها رجال المقاومة في شمال المغرب وجنوب. وأعطى هؤلاء المقاومون صورة على أن الانسان المغربي لايمكن إخضاعه. وكانت قوات الاحتلال تخطط، وتجهز، وتدفن غزاتها الذين يتلقون ضربات المقاومة من 1912 الى 12934 زهاء ربع قرن من الزمن. ومع تجدد المقاومة وتطورها وميلاد شباب ذو التكوين فكري وسياسي تجددت المقاومة بقيادة علال الفاسي وأحمد بلافريج ومحمد بلحسن الوزاني وآخرون. وتطعم النضال الوطني بحركة المقاومة الحضرية، فكان التحام العرش والشعب خلال الثلاثينيات والأربعينيات والخمسينيات. آزر جلالة الملك محمد الخامس شعبه المتفاني في خدمة العرش، فكان التلاحم من أجل الوطن .. من أجل الاستقلال. ونقدم في هذه الصفحة صورا مختلفة لملحمة الاستقلال، فهي لاتمثل فقط مشهدا إلتقطته العدسة في زمان ومكان معين. بل إن كل صورة تمثل مجلدا مفتوحا يختزن الحدث وأسباب وقوعه وصانعيه من رجال المقاومة والفداء وفي مقدمتهم رمز البلاد وضامن سيادتها جلالة الملك محمد الخامس الذي تعرض بسبب مواقفه الوطني لنفي مع أسرته. فالأحداث كثيرة والأسماء التي ضحت من أجل وحدة وسيادة المغرب واستقلاله تنتظر من أكثر من وقفة للترحم عليهم جميعا ولنواصل العمل من أجل الوحدة والسيادة الكاملة على كل تراب مغربنا الحبيب.