رغم الأمل والحماس اللذين بزغا في سماء البلاد مع ميلاد المبادرة الوطنية للتنمية البشرية فلا يجب أن يحجبا عنا أنها ليست بمنآى عن الخطر رغم تأكيد المسؤولين في لقاء مع ممثلي وسائل الإعلام وكان ذلك يوم 20/ماي/2005 حينها أكد وبحرص شديد السيد وزير الداخلية مصطفى الساهل على أن المبادرة ستنبني على ًٍ التشاور والحوار والتسيير النزيه والمراقبة ًٍ مبرزا أن لا أحد في دولة الحق والقانون بمنآى عن المساءلة وزاد قائلا حينها وبالمعنى الدارجي ًٍ اللي فرط إكرط ًٍ أكان وزيرا أو والياً أو عاملا أو رئيس جهة أو مقاطعة، وقد كرر هذا المقطع أمام وسائل الإعلام ثلاث مرات. وقد شدد المتدخلون حينها أن المبادرة لا تهدف إلى الإحسان بل إلى التنمية الفعلية للجهات التي يطالها التهميش وللمواطنين الذين يعانون من الإقصاء وذلك بناء على دراسات تشخيصية للواقع الحالي وأكدوا أنها لن تكون شباكاً مفتوحاً وعلى أن القانون سيطبق على كل الخروقات التي سيتم ضبطها. مرت 5 سنوات على انطلاقتها وقد كان خلالها عاهل البلاد الموجه والراعي لها ما جعل عدة منظمات عالمية تشيد وتنوه من خلال تقاريرها أن المغرب حقق خطوة واسعة في مجال التنمية البشرية. دون أن نغفل الدور الفعال الذي قامت به سلطة الوصاية (ولاة وعمال) من أجل السهر على حمايتها من الآيادي الآثمة التي تتربص بها. والتفريط في صيانة الأموال التي رصدت إلى المشاريع المستهدفة لها.التفريط الذي ركز عليه حينها الوزير قد حصل بالفعل وبخطورة متفاوتة. جزء منه قد حصل بمنطقة سيدي البرنوصي من طرف بعض الإستغلاليين الذين لم يتركوا ساحة إلا وتواجدوا بها ولم يشفع لهم ما اقترفوه في حق هذه المنطقة من نهب وسلب عن طريق تمرير الميزانيات والصفقات المشبوهة من أموال الضعفاء والأيتام والأرامل إلى جيوبهم وتاريخ المنطقة يشهد لهم بذلك وأطلال المنشآت التي خلفوها وراءهم ومصادرة حقوق الأطفال في اللعب وذلك في الإستحواذ على حلبة الأطفال و جعلها مسكنا لأحد إخوانهم ضدا على الأعراف والقوانين دون أن تتخد الإجراءات اللازمة في حق هذا الإغتصاب الفاضح الشاهد على عصرهم المليء بالفساد .وهاهي المبادرة لم يتركوها تمر دون أن يركبوا فوق مبادئها الأساسية باستعمال كل الطرق المتاحة لديهم لتتحول إلى حق أريد به باطل .إن هذه العقليات النخرة هي آفة على المنطقة والجهة والعمالة والوطن برمته لم تتمكن من استيعاب المفاهيم الجديدة ومواكبة إيقاعات التغيير في نظم الدولة وبنيتها. إنهم أعداء الإرادة الملكية بامتياز. التفريط مفضوح هنا بمنطقة سيدي البرنوصي تدخل على إثره عامل مقاطعات سيدي البرنوصي بعد أن تم هدر أموال طائلة باسم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على إحدى البنايات المشبوهة والتى إلتهمت نصف هكتار من غابة ًكودييرً اغتصبت فيه البيئة واغتالت على إثره أشجار المتنفس الوحيد المتبقي بسيدي البرنوصي .و سحق فيه المجال. تدخل العامل جاء في محله اسفرعنه صدور قرار بتوقيف البناء وهدم جزء منه.وقد علمنا أن فعاليات بيئية قد عبرت عن استنكارها لما إقترف في حق هذا المتنفس الوحيد مع هدر الأموال تحت مظلة المبادرة الوطنية للتنمة البشرية .السكان يعرفون الكثير من مظاهر الفساد واستغلال السلطة وضياع المال العام ووجود تسيب ووحده العامل لا يمكن له التصدي إلا بتدخل الجهات العليا فالتفريط الذي تكلم عنه حينها وزير الداخلية السابق حاصل حتى النخاع فلم يبق إلا إتخاذ الإجراءات الصارمة و التدخل المباشر لتقويم الأمور وإصلاح الإعوجاج مع المحاسبة وإرجاع المظالم إلى أهلها . إن الواجب الوطني يقتضي من وزارة الداخلية والمسؤولين عن أموال المبادرة التدخل العاجل لإيقاف نهش وسلب وتجاوزات هذا المسؤول.