خطر محذق ينطوي بعد ارتفاع درجات الحرارة على الصعيد العالمي والتغيُّرات في المناخ على مجال الفلاحة بالمغرب من شأنها أن تؤثر على النظم الإيكولوجية والفوائد التي توفِّرها للمجتمعات. ويؤثر ذلك بصورة متزايدة على إنتاج المحاصيل والإنتاج الحيواني، والموارد الزراعية من التربة والمياه، والأمن الغذائي. وتؤدي التقنيات النووية والنظيرية دوراً حاسم الأهمية في تقييم آثار تغيُّر المناخ.
وبما أن العالم يعيش عصر حار جدا، ارتفعت معه درجة حرارة الكرة الأرضية بمقدار 0.17 درجة كل عشر سنوات وهذه الدرجات غيرت كثيرا من طبيعة الأرض والحياة فوقها، ورغم أن الدول الصناعية الكبرى هي المسؤولة عن هذا التدهور بشكل كبير، إلا أن المغرب بدأ تحلقه أثار هذه الانتهاكات البيئية لاسيما أن الفلاحة المغربية مازالت تقليدية تفتقد لبرامج خاصة للتصدي والتكيف مع مثل هذه الظواهر التي تمس الأمن الغذائي.
وكشفت دراسات دولية على أن المغرب أصبح ضحية التقلبات المناخية رغم أنه يصنف من البلدان الأقل تلويثا مقارنة بدول صناعية كبرى، الأمر الذي كبده خسائر هائلة مثل تقلص المساحات الصالحة للزراعة وظاهرة الجفاف بسبب قلة التساقطات المطرية وأثارها على النشاط الفلاحي فضلا عن تراجع حصة المواطن المغربي من المياه التي تراجعت حاليا بأقل من 650 مترا مكعبا للفرد سنويا، مقارنة ب 2500 متر مكعب في عام 1960، كما من المتوقع أن تنخفض إلى أقل من 500 متر مكعب بحلول عام 2030.
وفي السياق ذاته، وافق البنك الدولي على برنامج موجه إلى دعم استراتيجية الجيل الأخضر التي ينهجها المغرب في القطاع الفلاحي، بتمويل يبلغ 250 مليون دولار (214,2 مليون أورو) مخصص برسم عملية مشتركة مع الوكالة الفرنسية للتنمية، ويقوم برنامج "الجيل الأخضر للمغرب" على النتائج بحيث يروم جعل الأنشطة الفلاحية مدرة بشكل أكثر للدخل، وكذا النهوض بالممارسات المناخية الذكية من أجل فلاحة مستدامة.
ويعمل المغرب حاليا على التقليص حدة التأثير السلبي للتغير المناخي على الموارد المائية والأراضي الفلاحية الهشة أصلا، سيعتمد المغرب أكثر على التحول الرقمي.
ومن جانبها، اعتبرت كبيرة المتخصصين في التطوير الرقمي والرئيسة المشاركة لفريق المشروع، ماريا كلاوديا باشون أن "الانتقال إلى التكنولوجيات الرقمية سيشجع على التخلي على الممارسات الفلاحية المنهكة للموارد، لفائدة فلاحة دقيقة، للمساهمة بذلك في الاستجابة لمتطلبات سوق تنافسية وتحديات التكيف مع التغير المناخي".
من جهته، أبرز كبير الخبراء الاقتصاديين الزراعيين والرئيس المشارك لفريق المشروع، ديفيد تريغر، أن "شباب القرى يشكلون مصدرا غير مستغل لفائدة التنمية الفلاحية، ومن الضروري إحداث منافذ لدعم بروز قطاع صناعة غذائية عصري، قادر على توفير مناصب الشغل والازدهار في المناطق القروية. وسيعمل البرنامج على النهوض بثقافة روح المقاولة وتزويد شباب القرى بالأدوات والمعارف الضرورية لإدخال ممارسات وتكنولوجيات أكثر استدامة وحداثة، وبذلك بناء قطاع صناعة غذائية صامد أمام تقلبات المناخ".