هددت «حركة طالبان» بتعطيل جولة الإعادة لانتخابات الرئاسة في أفغانستان، المقررة في السابع من نونبرالقادم، ودعت الشعب إلى مقاطعة الاقتراع. جاء هذا التهديد ليعزز مخاوف السلطات من تأثير عامل الأمن على حجم المشاركة في العملية الانتخابية. وقال بيان لحركة« طالبان» إن "الإمارة الإسلامية" تجدد إعلامها الشعب بضرورة عدم المشاركة في "العملية الأميركية" ومقاطعتها. وأوضحت الحركة أن "المجاهدين مستعدون تماما لدحر هذه العملية". وحذرت« طالبان» من أن المشاركين في الانتخابات سيتحملون المسؤولية عن الخسائر التي تلحق بهم إذا ما تعرضوا للأذى، وذلك في إشارة إلى الهجمات التي سيشنها عناصر الحركة. وكانت الجولة الأولى من الانتخابات، التي جرت يوم 20 غشت الماضي، شهدت هجمات دامية تبنتها حركة طالبان، مما أثر على حجم المشاركة التي بقيت دون 40%. ، وقد سجلت السلطات 200 هجوم وتفجير خلال فترة الانتخابات شملت قطع أصابع الناخبين واستهداف مراكز اقتراع. من جانبه , توقع المبعوث الأميركي إلى أفغانستان وباكستان، حدوث مشاكل أقل في جولة الإعادة في انتخابات الرئاسة الأفغانية، من مشاكل الجولة الأولى التي تنافس فيها الرئيس حامد كرزاي، ومنافسه وزير الخارجية السابق عبد الله عبد الله. ونفى ريتشارد هولبروك أن تكون علاقاته مع الرئيس الأفغاني المنتهية ولايته متأزمة، ووصف، متحدثا في واشنطن، علاقاته بكرزاي بأنها "حسنة ولائقة وملائمة"، وقال "أتحدث إليه نيابة عن حكومتي، ويتحدث كرئيس لبلده". وتفاءل هولبروك بأن تكون جولة الإعادة أفضل من الجولة الأولى التي شهدت تزويرا واسعا بشهادة تحقيق أممي حرم في الأخير كرزاي من نحو ثلث أصواته، مما حتم جولة ثانية. ومن شأن جولة ثانية، تحيط الشكوك بمصداقيتها ، أن تعقد أكثر المهمة الأميركية في حشد الجنود والموارد للحرب ضد طالبان. من ناحية أخرى، أعلن حلف شمال الأطلسي (ناتو) ، مقتل أحد جنوده ; و18 من عناصر حركة طالبان، خلال اشتباكات وقعت في أفغانستان خلال الساعات ال48 الماضية، في حين لقي جنديان أميركيان حتفهما إثر انفجار لغم أرضي. وقالت وزارة الدفاع الأفغانية، وحلف الناتو، إن قواتهما قتلت 18 مسلحا من طالبان في ولاية كابيسا ، شمال شرق البلاد، وولاية قندهار في الجنوب. يأتي ذلك في وقت طالب فيه آلاف المتظاهرين، في مسيرة شهدتها لندن، بسحب فوري للقوات البريطانية من أفغانستان، ومن حرب يقولون إنها فاقمت من الوضع الأمني والإنساني للأفغان. لكن المسؤوليين البريطانيين يؤكدون ضرورة إنهاء المهمة في أفغانستان مهما استغرقت من وقت.