وجد بحث علمي أمريكي أن من يعانون من اضطراب فرط النشاط وتشتت التركيز أثناء الطفولة أكثر عرضة من سواهم للجنوح والانغماس في الجريمة. وتضمن البحث، وأجراه فريق خبراء من جامعة "يل" الأمريكية، أكثر من 10 آلاف يافع جرت متابعتهم حتى سن البلوغ، حيث تبين أن احتمالات الجنوح واللجوء إلى السرقة، قد تضاعفت بين الأطفال الذين يعانون من تشتت الإنتباه وفرط النشاط (attention-deficit/hyperactivity disorder - ADHD). كما تزايدت بينهم فرص الانخراط في الاتجار بالمخدرات بنسبة 50 في المائة. وتقدم خلاصة الدراسة، ونشرت في "دورية سياسة الصحة العقلية والاقتصاد"، أول دليل علمي على رابط بين الاضطراب السلوكي والجريمة. روابط ذات علاقة وقال جسيون فليتشر، من كلية الصحة العامة بجامعة "يل"" فيما أظهرت أبحاثاً كثيرة رابطاً بين الاضطراب وتأثيره التعليمي على المدى القصير، يشير هذا البحث لعواقب ذات دلالة على المدى الطويل، مثل الانخراط في أنشطة إجرامية." وأضاف: "وجدنا كذلك اختلافات رئيسية في التداعيات بين الجريمة عند البلوغ ونمط الأعراض المرافقة لذلك الاضطراب عند الطفولة إذا كان إفراط في النشاط، أو تشتت التركيز أو كلاهما." ويعكف الفريق على دراسة إمكانية خفض الأنشطة الإجرامية المتصلة بهذا الاضطراب السلوكي عن طريق تقديم عقاقير معالجة، كما من المتوقع إجراء المزيد من الأبحاث لمحاولة الوقوف على تأثيره على فرص العمل والدخل. ويعاني ما بين 2 في المائة إلى 10 في المائة من أطفال المدارس في أمريكا من اضطرابات فرط النشاط ونقص الانتباه، ويصيب الذكور أكثر من النساء. ويشار إلى أن الاضطراب الناجم عن فرط النشاط ونقص الانتباه هو في مجمله اضطراب عصبي نفسي تسببه مكونات جينية وراثية تتأثر بعوامل بيئية إلا أن الأبحاث الطبية الحديثة لم تحدد بشكل قاطع الأسباب المؤكدة لهذا الاضطراب. ويتسم المصابون به بسلوكياتهم الفوضوية ويواجهون صعوبات ومشاكل كبيرة في تحصيلهم الدراسي.