أشاد توفيق حجيرة وزير الاسكان والتعمير والتنمية المجالية وعضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال في مداخلته خلال اللقاء المفتوح الذي نظمته الشبيبة المدرسية في إطار فعاليات الملتقى الوطني للحوار التلمذي، بالدور الفعال الذي تقوم به جمعية الشبيبة المدرسية، وبريادتها في تكوين الأطر الصالحة التي تخدم مستقبلها ومستقبل البلاد. وأكد توفيق حجيرة في اللقاء المفتوح مع الوزراء الاستقلاليين الذي حضره إلى جانبه عبد اللطيف معزوز وزير التجارة الخارجية، أن الشبيبة المدرسية وتنظيمات الحزب الموازية كانت بالنسبة إليه الحضن الذي ترعرع فيه وتلقن منه مبادئ المواطنة الصالحة. وأشار إلى أن حزب الاستقلال يمتاز عن باقي الأحزاب السياسية الأخرى كونه يحتضن المرء منذ نعومة أظافره إلى غاية رشده وتحمله المسؤولية داخل مؤسساته، وهو الحزب الوحيد الذي يضم بين صفوفه جميع شرائح المجتمع بمختلف أعمارها. وأفاد توفيق حجيرة بأن الوزراء الاستقلاليين مطوقون بالأمانة وملزمون بحفظ مكانة الحزب التي تحتم على كل مكونات العمل السياسي احترامه وتقديره، كما أن المناضلين بحزب الاستقلال هم مدعوون الآن أكثر من ذي قبل إلى العمل بجد من أجل أن يحافظ الحزب على مكانته في الصدارة، سيما وأن الساحة السياسية خلال هذه الفترة تعيش على إيقاع عدة تقلبات. وأشار حجيرة إلى أن نقطة قوة حزب الاستقلال تتجلى في كونه منذ تأسيسه على يد زعماء التحرير بقي متشبثا بقيمه وثوابته المتجلية المستمدة من المرجعية الاسلامية والوحدة الترابية والملكية الدستورية. وأضاف أن سر تفوق الحزب في كل المعارك الديمقراطية راجع إلى كونه غير مرتبط بالأشخاص والزعامات ومتمسك بقوة تنظيماته ومؤسساته. من جهته أبرز عبد اللطيف معزوز وزير التجارة الخارجية قدرة حزب الاستقلال على الإلمام بكل المشاكل والأزمات والإشكاليات التي تعترض المغرب في شتى المجالات وهو الأمر الذي يؤكد بحق أن هذا الحزب يتوفر على مشروع مجتمعي وعلى مصداقية تمكنه من احتلال الصدارة ونيل ثقة المواطنين عند كل امتحان. وأفاد عبداللطيف معزوز أن الحزب الذي يحترم نفسه هو الحزب الذي يجد إجابات حقيقية وموضوعية لكل الاشكالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي تعرض عليه. وحزب الاستقلال كحزب قوي أثبت جدارته في هذا المجال. وأشار عبداللطيف معزوز وزير التجارة الخارجية إلى أن حزب الاستقلال دفع بعجلة التنمية الى الأمام من خلال التفعيل في مجالات متعددة. وأن توجهه بقي في مساره الذي رسم له في البداية حيث ظلت مرجعيته مبنية على أسس ليبيرالية اجتماعية واقتصادية. وهو ما جعله يطالب بالانفتاح على الأسواق الخارجية. ما ساهم إلى جانب مجموعة من القوى الديمقراطية في الدفع بتعامل المغرب مع 175 دولة أجنبية في مجال التجارة الخارجية وتوقيع 55 اتفاقية مع دول أجنبية تعطي فيه الأولية للمغرب في مجال المبادلات التجارية. وخلال جوابهما على أسئلة ومداخلة المشاركين ضمن فعاليات ملتقى الحوار التلمذي، وبعد أن قدم لهما مسير اللقاء الأخ عبدالرحمن قنديلة عضو المكتب الوطني للشبيبة المدرسية خلاصات عن هذه التدخلات، عبر كل من وزير الاسكان والتعمير والتنمية المجالية ووزير التجارة الخارجية، عن إعجالهما بقدرة التلاميذ المشاركين على تتبع مجموعة من القضايا ذات الشأن العام. وقدم كلاهما أجوبة لقيت متابعة بليغة من طرف المشاركين. وأكد عبداللطيف معزوز أن قوة أو ضعف الميزان التجاري هو مرتبط بحجم وقيمة الصادرات والواردات المكونة من سلع وخدمات. وأشار إلى أن المغرب يعرف ارتفاعا في نسبة الواردات على حساب الصادرات التي تعرف ضعفا وهذه العملية مرتبطة بحاجة المغرب الى مجموعة من المواد، فمثلا مادتا الطاقة والحبوب اللتان تشكلان نسبة 75% من الواردات من الصعب التغلب على حجم استيرادهما في فترة وجيزة رغم البرامج المعدة التي ينهجها المغرب من أجل تخطي ذلك كالبرنامج الأخضر وبرامج تقوية الصناعة وبرامج أخرى لتقوية العرض والإنتاج. كما أن الدينامية التي تعرفها البلاد في مجال التجهيز تحتم على المغرب استيراد مواد خاصة بالتجهيز. وفي مقابل عملية الاستيراد الاضطراريةالتي ترفع نسبة العجز التجاري هناك تقدم ملحوظ في مجال التصدير فالمغرب بالإضافة إلى أنه يحتل مرتبة مهمة في مجال تصدير الفوسفاط فهو يصدر الخدمات السياحية والخدمات عن بعد التي تعرف نمواً مضطرداً. وأشار معزوز إلى أن نمو الاقتصاد المغربي يستلزم إجراءات متعددة وخطط استعجالية تسعى الحكومة إلى تطبيقها في المراحل المقبلة. وأنه انفتح بشكل كبير على السوق العالمية. ودعا التجار المغاربة أن يعملوا جاهدين على مواكبة الإيقاع التجاري الذي تعرفه هذه الأسواق. وفي رد له على مجموعة من تساؤلات رواد الملتقى، استعرض توفيق حجيرة وزير الإسكان والتعمير والتنمية المجالية، مجموعة من الأرقام المتعلقة بنسبة السكان غير المتوفرين على سكن وكذا القاطنين في السكن غير اللائق. وعزا صعوبة عملية القضاء على دور الصفيح والسكن غير اللائق إلى المضاربات العقارية التي أضحت تسير في منحى سلبي سيعرقل المشاريع التي تعرفها البلاد في مجال الإسكان. وأشار إلى أن الحكومة التي يرأسها الأستاذ عباس الفاسي ورثت مشكل السكن العشوائي من الفترات السابقة وأن الدولة في عهود فائتة لم توفر لقاطني دور الصفيح سكن يلائم اذخارهم ما ساهم بشكل مفرط في تنامي ظاهرة السكن الصفيحي إذ وصل عدد القاطنين فيه إلى مليون ونصف وهو في طريقه إلى التراجع نظراً إلى المشاريع التي تطبق في هذا المجال للقضاء على هذه المعضلة. وشدد توفيق حجيرة على ضرورة تعاون كل الفاعلين من أجل محاربة أزمة دورالصفيح والسكن غير اللائق، والحد من تناميها. وأشار إلى أن المغرب يعرف تقدما في مجال القضاء على دور الصفيح وأن هناك مدنا تم إجلاء هذه الظاهرة منها ومدنا أخرى تسير في نفس الاتجاه بفضل سياسة التعاون التي تنهجها وزارة الإسكان والتعمير والتنمية المجالية مع شركائها من أجل القضاء التدريجي والكلي على دور الصفيح والسكن غير اللائق في أفق السنوات المقبلة.