لم تستطع الشابة الفلسطينية منى حسنين ذات ال21 ربيعا -ورغم اكتظاظ مركز البصريات بالمنتظرين- في غزة أن تخفي فرحتها العارمة بحصولها للتو على عدساتٍ لاصقة تحمل اللون الذي يميّز لون عيني لميس، بطلة المسلسل التركي «سنوات الضياع» . وعلى الرغم من لون بشرتها الداكن، ونصيحة الطبيب لها باختيار لونٍ آخر مناسب؛ إلا أنها كانت مصرة على تحقيق حلمها بتقليد عيون لميس. الشابة منى لم تكن الوحيدة في قطاع غزة التي تحاول تقليد إحدى بطلات المسلسلات التركية، فالمتجول في شوارع المدينة يلحظ بوضوح اتجاه غيرها من الشابات -وإن قل عددهن- وبعض الشبان أيضا إلى التشبه بأبطال هذه المسلسلات من ناحية المظهر. في المقابل أثار الاهتمام بالمسلسلات التركية حفيظة بعض المواطنين، الذين استفزهم تقليد نجومها، حيث يرون أن الحصار المفروض على غزة والأوضاع المعيشية الصعبة، تجعل من العيب الاهتمام بها ومتابعتها بهذا الشغف. أما السبب الذي جعل بعض الشباب يتجهون لتقليد أبطال المسلسلات التركية دون غيرهم خصوصا شوارب يحيى فتفيد دراسة نفسية إلى أن ما يطلق عليه في علم النفس اسم عقدة النقص، حيث يرى الشاب غيره مثلا صاحب اسمٍ لامع، وشكلٍ جاذب ولافت للانتباه، وعندما يقارن الشاب نفسه بهذا المشهور، يراه أعلى منه، وهنا يبدأ التقليد»، موضحا أن الأصل في أن يكون لكل إنسان شخصيته الخاصة به «وهذا ما يجعله مميزا عن غيره، وليس تقليده لهذا أو لذاك».