قنبلة أخرى تنفجر هذه المرة في جنوب المغرب، لكنها أقل بكثير من القنبلة الكبيرة التي انفجرت أول أمس بجماعة للا ميمونة بإقليم القنيطرة، فقد قادت تطورات متسارعة ومثيرة الأطوار إلى اكتشاف 37 حالة إصابة بفيروس كورونا 19 بجهة العيون السوقية الحمراء، وتحديدا بمدينة طرفاية خلال 16 ساعة الماضية، ويبقى العدد مرشحا للارتفاع في انتظار التوصل بنتائج تحليلات جديدة. وقائع ما حدث لاتخلو من إثارة وتشويق، فقد بدأت القصة بإعلان إفشال محاولة للهجرة السرية حيث كان عشرات من المهاجرين السريين المنحدرين من دول جنوب الصحراء بصدد محاولة الهجرة السرية نحو جزر الكناري انطلاقا من شواطئ مدينة طرفاية، وتم الإعلان عن اعتقال 50 مواطنا من المشاركين في هذه العملية. وكادت القصة تتوقف عند هذا الحد و تأخذ مجراها القانوني الجنائي من خلال البحث عن المتورطين في هذه العملية، والذين تفطنوا إلى أهمية ممارسة جرائمهم في ظروف الحجر الصحي، اعتقادا من أفراد هذه المافيا أن السلطات الأمنية منشغلة بأجواء حالة الطوارئ الصحية، ولا بد من انتهاز الفرصة لتحقيق الأرباح المالية الطائلة، إلا أن الخبر الصاعقة جاء هذه المرة من جزر الكناري، حيث نجحت مجموعة من المهاجرين السريين في الوصول إلى هذه الجزر، وتحديدا إلى جزيرة فانيتي بينتورا حيث أخضعتهم سلطات الجزيرة إلى تحليل الكشف عن فيروس كورونا 19 لتؤكد النتائج المخبرية إصابة عدد منهم بالفيروس. وما أن وصل الخبر إلى علم السلطات المغربية حتى سارعت إلى إجراء التحاليل المخبرية على مجموعة المهاجرين السريين (خمسين شخصا) الذين أوقفتهم و وضعتهم في الحجر الصحي لتبين النتائج إصابة 37 شخصا منهم بالفيروس. وتحرت جريدة ( العلم ) في هذه القضية التي شدت أنفاس المسؤولين لتتحقق بأن الأمر يتعلق بمواطنين من دول جنوب الصحراء، وصلوا مدينة طرفاية قصد الهجرة السرية نحو جزر الكناري، و ظلوا منعزلين في إطار التخفي و لم يخالطوا آخرين، مما يؤشر على عدم وجود خطورة كبيرة فيما حدث، وأن السلطات المحلية والإقليمية والجهوية تعاملت مع هذه القضية بحزم و تشدد كبيرين. من جهة أخرى يجهل مصير التحقيق الذي فتحته السلطات الأمنية والقضائية لكشف اللثام عن الحقائق كافة، المرتبطة بهذا النشاط الإجرامي الخطيروإيقاف المتورطين فيه من المجرمين الذين يوظفون الظروف الصعبة التي يمر بها العالم للمقامرة بحياة الأبرياء.