يشير تقرير المؤسسة العربية لضمان الاستثمار وائتمان الصادرات لسنة 2007 إلى أن العالم العربي يعاني نقصا في الاستثمارات الموجهة لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، خاصة في ما يتعلق بالهاتف الثابت والنطاق العريض. وفي هذا الإطار تبلغ نسبة خطوط الهاتف الثابت في المنطقة العربية (32.8 مليون خط) 2.6 في المائة من مجموع الخطوط في العالم البالغ عددها 1284 مليون خط. وعلى سبيل المقارنة يمثل المشتركون في الهاتف الثابت في آسيا وأروبا وأمريكا ما نسبته 47 و 26 و 23 في المائة على التوالي من مجموع المشتركين في هذه الخدمة عبر العالم. ويعتقد معدو التقرير أن هناك العديد من الفرص في العالم العربي لم تستغل في بعد في هذا القطاع، وأن هناك إمكانيات للاستثمار خاصة في مجال البنيات التحتية وتحسين خدمات الاتصال الهاتفية. كما أشار التقرير أيضا إلى أن الاشتراك في خدمات النطاق العريض لا يزال ضعيفا في الدول العربية. حيث لا تتعدى نسبة المشتركين في هذه الخدمة، التي يعتبرها التقرير واحدة من أهم أدوات الحكومة الالكترونية والتجارة الالكترونية المحلية والدولية، لا تتعدى 0.6 في المائة من مجموع المشتركين عبر العالم أي ما يناهز 2.5 مليون مشترك من الإجمالي العالمي البالغ 332 مليون مشترك. وبخصوص شبكة الأنترنت يورد التقرير المذكور أن 1.3 في المائة من مستعملي الأنترنت في العالم يوجدون في العالم العربي، وهو ما يمثل نسبة لا تتعدى 2 في المائة من مجموع السكان.. بيد أنه يضيف أن اعتبارات معينة مثل تعدد استعمال الخط الواحد من أفراد آلأسرة أو رواد مقاهي الأنترنت يرفع نسبة المستعملين للشبكة إلى 11.59 في المائة ( المعدل العالمي 22.04 في المائة)، وأن مجموع مستخدمي الأنترنت في العالم العربي بلغ نحو 38 مليون شخص مع نهاية سنة 2007. ومن الخلاصات التي انتهى إليها التقرير أن استخدام الهاتف النقال لولوج الأنترنت أمر نادر في المنطقة العربية، وبشكل خاص في الدول العربية الموجودة في شمال إفريقيا بسبب انخفاض سرعة النفاد إلى الشبكة، وكذلك بسبب ارتفاع الأسعار. كما أرجع سبب تدني استخدام الأنترنت إلى غياب مواقع ذات هوية ومكونات عربية تستطيع تحفيز الأفراد على استعمال الأنترنت، إضافة إلى ضرورة تحسين وتطوير الخدمات التي يتم تقديمها على الشبكة. وفي نفس السياق المتعلق بسوق الاتصالات في العالم العربي أشار تقرير المؤسسة العربية لضمان الاستثمار وائتمان الصادرات إلى أن البطء الذي يعرفه تسويق خطوط الهاتف الثابت ساهم بشكل كبير في سرعة انتشار الهاتف النقال، حيث يمثل حسب معطيات 2007، نسبة 78 في المائة من مجموع المشتركين في خدمات الهاتفين الثابت والنقال. وأرجع أيضا سرعة انتشار النقال إلى الانخفاض الذي عرفته تكاليف البنيات التحتية الخاصة به، وانخفاض أسعار الأجهزة بسبب المنافسة الكبيرة التي تطبع سوق الاتصالات العربية مع موجات الخوصصة التي عرفها القطاع في الفعديد من الأقطار العربية. وفي الفترة الممتدة من 2002 إلى 2007 ارتفع عدد المشتركين بنحو 142 مليون مشترك، أكثرهم حسب التقرير من العراق والجزائر وليبيا والسودان، لتتوفر المنطقة العربية على ما يناهز 168 مليون مشترك في خدمات الهاتف النقال، وهو ما يمثل 5.1 في المائة من مجموع مستخدمي العاتف النقال في العالم. وفي المغرب تشير الإحصائيات إلى أن عدد المشتركين في الهاتف النقال تجاوز ال 20 مليون مشترك. ويشير التقرير إلى أن أسواق الاتصالات في العالم العربي عرفت تطورا كبيرا بعد الدخول في موجات خوصصة القطاع، وأضاف أن أسواق المغرب وموريتانيا والسعودية والأردن هي أكثر الأسواق تطورا، موضحا أنها تتمتع بدررجة المنافسة الكاملة للقطاعات الثلاثة المعروضة (الهاتف الثابت والنقال والأنترنت) وذلك حسب معايير الاتحاد الدولي للاتصالات، بينما تتميز أسواق عربية أخرى مثل الإمارات والسودان بالمنافسة الجزئية أو الثنائية، في وقت لا يزال الاحتكار سائدا في ليبيا وقطر إلا أن هذه الأخيرة بدأت في إلغاء الاحتكار وفتح السوق لفاعلين محليين وأجانب للاستثمار في القطاع.