تساءل الكاتب الأميركي روبرت هاديك في مقال له نشرته مجلة «فورين بوليسي» الأميركية بشأن القتال الدائر في منطقة صعدة اليمنية , فيما إذا كان يمثل حربا بالوكالة بين إيران والسعودية اشتعلت في اليمن. وكانت صحيفة» لوس أنجلوس تايمز «ذكرت في تقرير لها أن 100 من المتمردين الحوثيين الشيعة قد لقوا مصرعهم , وأن هناك نحو 100 ألف نازح من سكان محافظة صعدة في شمال غرب اليمن بعدما هاجمت قوات الحكومة ذات الأغلبية السنية مواقع المتمردين بالدبابات والمدفعية والطائرات. ووفقا لما ذكرته مجلة» ذي إيكونومست» البريطانية, فقد رد المتمردون الحوثيون بقذائف صواريخ الكاتيوشا، بينما تدخل الجولة الحالية من القتال أسبوعها الثاني فيما تسمى الحرب السادسة في تلك المنطقة منذ 2004. وتنبع أهمية هذه التطورات من الاتهامات المتبادلة بالتدخل الخارجي في هذا النزاع, فقد اتهمت الحكومة اليمنية إيران بإمداد المتمردين الشيعة بالمال والسلاح، في حين ردت وسائل الإعلام الإيرانية باتهام السعودية بتدخل قواتها المسلحة في الحرب، ورغم أن السعودية تقر بالتشاور مع اليمن ,فإنها نفت أي مشاركة لقواتها في القتال. إن الأدلة على التدخل الخارجي ضئيلة, ولكن وزير الخارجية اليمني استبد به القلق لدرجة أنه استدعى السفير الإيراني إلى مكتبه، بينما يتبادل وزيرا دفاع اليمن والسعودية التشاور. ووفقا ل«الإكونومست»، فإن الإذاعة الإيرانية الناطقة بالعربية ذكرت أن الحكومة السعودية قدمت الدعم للحكومة اليمنية في أحدث جولة من القتال في اليمن. حرب بالوكالة ويمضي روبرت هاديك فيقول إنه حتى لو كان التدخل الخارجي في النزاع اليمني المدني في حدوده الدنيا، إلا أنه من المحتمل أن يكون هذا النزاع هو أحدث توسع للحرب بالوكالة بين السعودية وإيران. فهناك جبهة في لبنان، وأما الجبهة الأخرى فتتمثل في محاولات إيران بسط نفوذها على السكان الشيعة في شرق المملكة العربية السعودية وفي العراق والخليج، وهناك بعض الجماعات الإيرانية التي تعتقد أنها مجبرة وملتزمة بتقديم النصرة لمن تعتقد أنهم من الأقليات الشيعية المضطهدة في منطقة الشرق الأوسط ذات الغالبية السنية. كما أن هناك من المسؤولين السعوديين من ينظر بقلق إلى التمرد في اليمن , ويرى فيه محاولة إيرانية لبسط هيمنتها على خط الملاحة في البحر الأحمر. خبرة نووية ويستطرد هاديك بالقول إن هناك بعدا آخر للتنافس السعودي الإيراني, فرغم أن السعودية تمتلك أكبر احتياطي من النفط الخام على سطح الأرض , فإنها أعلنت عن خطط لبناء منشأة نووية لتوليد الطاقة، ورغم أنه ستمضي سنوات طويلة قبل أن يكتسب السعوديون الخبرة في مجال الهندسة النووية, فإن صناع السياسة السعوديين يجب أن ينظروا إلى بناء خبرة نووية على أنه ركن حماية إستراتيجي ضروري. ومضى إلى أن سباق التسلح النووي , وشن الحروب بالوكالة , من أوضح معالم الحرب الباردة بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الأميركية، وأنه لن يكون من الغريب أو المفاجئ أن يتكرر هذا السيناريو والسلوك بين السعودية وإيران، فإيران لها قصب السبق في هذا المجال بينما على السعودية الاعتماد على أصدقائها لحمايتها ,وهي تحاول أن تلحق بالركب.