تتوجه أنظار جمهور كرة القدم المغربية غدا الأحد إلى ملعب كيجي بالعاصمة الطوغولية لومي التي تحتضن «مباراة حياة أو موت» بالنسبة للمنتخب الوطني المغربي أمام نظيره الطوغولي برسم الجولة الرابعة من تصفيات المجموعة الإفريقية الأولى المؤهلة إلى نهائيات كأسي إفريقيا و العالم 2010 على التوالي في أنغولا وجنوب إفريقيا. وتعد هذه المواجهة الفرصة الأخيرة لأسود الأطلس لإحياء آمالهم في المنافسة على إحدى البطاقات الثلاث المؤدية إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا خصوصا وأن التنافس على بطاقة المونديال صعب للغاية. ويبدو الفريق المغربي غير محظوظ قبل مباراة الغد، حيث يعاني أزمة حقيقية تتمثل في تعرض أبرز لاعبيه للإصابات آخرهم المهاجم منير الحمداوي الذي عاد أدراجه إلى هولندا بعدما تأكد استحالة مشاركته أمام الطوغو بعد إصابته خلال إحدى الحصص التدريبية لأسود الأطلس قبل الرحيل إلى الطوغو، وأيضا المدافع عصام عدوة الذي تحوم الشكوك حول مشاركته هو الآخر. وانضاف هذا اللاعبان إلى قائمة «معطوبي» المنتخب وهم كريتيان بصير وعبد السلام وادو و بدر القدوري وكريم الأحمدي ونبيل الزهر وهشام بوشروان و حسين خرجة، هذا الأخير أبدى رغبته في المشاركة في مباراة الغد، حيث رغم إصابته آثر إلا أن يوجد في معسكر الأسود والتدرب معهم، لكن عليه الحصول على الضوء الأخضر من طبيب الفريق الدكتور هفتي حتى يتمكن من مساندة زملائه أمام الطوغو. واعتبر الناخب الوطني حسن مومن مباراة الغد أمام الطوغو مواجهة مصيرة لا تقبل الخطأ و أي نتيجة غير الفوز فيها ستقضي على آمال المغرب نهائيا في التأهل إلى إحدى مسابقتي كأس العالم أو إفريقيا. وقال إن هذه المباراة الفائز فيها سيكسب ست نقاط وليس ثلاث نقاط فقط لأنها ستفتح أمامه آفاقا كبيرة نحو التأهل. ولم يخف مومن صعوبة المهمة التي تنتظر أسود الأطلس في لومي لكنه شدد على أنه رغم كل المعيقات السالفة الذكر فإن الطاقم التقني سيحاول استثمار الطاقات الشابة التي وضعت فيها الثقة حتى تقدم أحسن ما لديها لتشريف كرة القدم المغربية والدفاع عن حظوظ بلادنا في التأهل. وأكد مومن أنه درس جيدا منتخب الطوغو وهو يعرف نقاط قوته وضعفه، وسيعمل على استغلالها على أحسن وجه للخروج بالنتيجة المرجوة ألا وهي كسب ثلاث نقاط. وركز الطاقم الرباعي للمنتخب الوطني خلال التربص الإعدادي الذي جرى بالمعمورة منذ يوم الاثنين وحتى يوم الخميس على عدة جوانب منها على الخصوص التنظيم الدفاعي وخط الهجوم وكذا الكرات الثابتة. ولأنه يدرك خطورة بعض نجوم منتخب الطوغو وعلى رأسهم النجم أديبايور فقد حضر مومن ورفاقه وصفة قال إنها ستكون فعالة للحد من هذه الخطورة. من جهة أخرى سيعمل الأسود على استغلال حالة عدم الاستقرار التي يعيشها المنتخب الطوغولي بعد إقالة مدربه البلجيكي جون تيسن بسبب تشنج علاقته باللاعبين، لكن مدرب الأسود حذر من هذا المعطى وأكد أن ذلك سيكون بمثابة سيف ذي حدين إما يلعب لصالح الفريق الوطني من خلال تخلخل طريقة لعب الفريق الطوغولي أو سيلعب لصالح الفريق المضيف الذي ربما يسعى لاعبوه للظهور بمستوى كبير فيه نوع من التحدي خصوصا وأنهم سيلعبون لأول مرة داخل ميدانهم وأمام جمهورهم بعدما استقبلوا منتخب الكامرون في غانا. ويطفو فوق السطح (مشكل) آخر بالنسبة للفريق المغربي ألا وهو تزامن المباراة بشهر رمضان الكريم، وقد رفض مجموعة من اللاعبين الإفطار نهار هذه المباراة، مبدين تمسكهم بالتعاليم الدينية رغم أن الفقه والطب رخصا لهم بالإفطار.. وفي هذا الصدد كان طبيب الفريق الوطني الدكتور عبد الرزاق هفتي صرح ل «العلم» فقال : «بصفتنا أخصائيين طبيين مكملين للجانب الفقهي فقد نصحنا اللاعبين بالإفطار نهار المباراة لكن لم يتجاوب مع هذه النصيحة سوى لاعبان أو ثلاثة ... وهذا أمر مقلق جدا لأنهم سيلعبون أمام منافسين لن يكونوا صائمين ، ويمكنني تشبيه هذا الأمر بسباق سيارتين إحداهما تمشي بالبنزين والأخرى بدون بنزين، ولكم أن تتخيلوا من هي السيارة التي ستكون الأقوى».. من جانبهم عبر لاعبو المنتخب الوطني عن عزيمتهم في العودة بنتيجة إيجابية من قلب العاصمة الطوغولية لومي.. وقال حارس مرمى الأسود نادر لمياغري في تصريح ل «العلم» إن المباراة ستكون صعبة بحكم رغبة المنتخبين معا في تحقيق نتيجة إيجابية، وأضاف أن اللاعبين عاقدون العزم على الظهور بمستوى جيد لا بديل فيه عن الفوز إن شاء الله.. ونفس الشيء أكده اللاعبان جواد الزايري وجمال العليوي في تصريح مماثل حيث قالا إن اللاعبين يعلمون جيدا أن المقابلة ستكون صعبة، وهم جميعا مصممون على اللعب بروح قتالية من أجل تحقيق الفوز وبالتالي الحفاظ على حظوظ المغرب في التأهل إلى إحدى المسابقتين إما كأس العالم أو كأس إفريقيا .. فمتمنياتنا أن يعيد الأسود البسمة إلى الجمهور المغربي الذي تعب في السنوات الأخيرة من انتكاسات الرياضة الوطنية بجميع أنواعها. يذكر أن المنتخب المغربي يحتل المرتبة الثالثة في ترتيب المجموعة الأولى بنقطتين من ثلاث مباريات وراء كل من الطوغو الثانية بأربع نقاط من ثلاث مباريات أيضا والغابون المتصدرة بست نقاط من مباراتين، فيما يأتي منتخب الكامرون في المركز الأخير بنقطة واحدة من مباراتين.