مكواة .. غسيل .. كنس .. مسح .. طهي صرخات مدوية ترددها الزوجات نتيجة لتراكم الأعمال المنزلية التي يعتبرنها هم بالنهار وعذاب بالليل ، هذه المعاناة تنطبق على ربة المنزل والمرأة العاملة على حد السواء ، وتتفاقم المشكلة مع وجود عدد لا بأس به من الأبناء وعدم القدرة المادية على الاستعانة بمديرة للمنزل للمساعدة في إنهاء الأعمال المختلفة. وبالرغم من كل هذا نجد الأزواج متذمرين حاقدين على الزوجات بحجة أنه واجب عليها أو فرض أن تخدمه وتقوم بأعمال المنزل المختلفة ، دون كلمة شكر أو مساعدة وطلبات لا تنتهي ، رغم أن في الإسلام المرأة غير مسئولة عن خدمة الزوج بوجه ملزم ، وهذا ما يجهله الكثيرون . يقولون .. الخليفة الثاني عمر بن الخطاب جاءه رجل يوما ليشتكى إليه من زوجته ، فلما وصل وجد عمر في بيته وصوت زوجته مرتفع عليه .؟ فلما خرج قال له أنا يا أمير جئت اشتكي لك من زوجتي لقيت زوجتك أعظم قال له : تغسل ثوبي ، تكنس بيتي ، تربي أطفالي ، أفلا نصبر على بعض أذاها أمراض عضوية ومع زيادة حمل الأعباء المنزلية على كاهل المرأة قد تصاب بالأمراض ، وهذا ما أكده باحثون في العلوم الاجتماعية بألمانيا أن الأعمال المنزلية تتسبب في أمراض عضوية مماثلة للأمراض الناتجة عن الوظائف الأخرى. وأشارت الدراسة إلى أن الأمهات بشكل خاص يعانين بوضوح نظرا لأنهن يتحملن "العبء الأكبر" في الأسرة وفقا للنظرة التقليدية لدور المرأة في المنزل ، كما ذكرت جريدة"الغد". وأوضح الباحثون أن الحالة الصحية للسيدات في متوسط العمر كانت سيئة بشكل ملفت للنظر بسبب الروتين اليومي الذي لا ينتهي ، موضحين أن أكثر الأمراض العضوية التي تعاني منها ربات البيوت كانت "آلام الظهر والكتف والرقبة" علاوة على قصر النفس والوهن لأقل مجهود وقلة النوم وعدم الاستقرار الداخلي. في حين أشار الباحثون إلى أن الأعمال المنزلية وخاصة المرهق منها ، رغم أنها تعد نشاطا جسديا إلا أنها لا تحسن الصحة ولا تساعد على التخلص من زيادة الوزن ، كما يعتقد البعض. كما أكدت دراسة بريطانية لجامعة? براون?? أن النساء يمضين ما يقرب من?40? ساعة أسبوعيا في أداء أعمال المنزل?،? في حين أن ساعات عمل الزوج في الأسبوع لا تزيد على ?17? ساعة يوميا? ، هذا الشعور بالعناء الذي تتكبده النساء داخل وخارج البيت يؤدي إلى ظهور مشاعر العداوة بين الزوجين والتي قد تتحول إلى مشاكل فيما بعد. جرائم غريبة الأسباب ليس هذا فحسب بل ارتكبت العديد من جرائم القتل بسبب القيام ببعض الأعمال المنزلية ، منها زوجة مصرية فوجئت أن زوجها افتعل مشاجرة عارمة بسبب شعوره بالجوع واستعجالها لإعدادة ، وانهال عليها بالضرب بكل ما وقعت عليه يديه ، صرخت الزوجة مستغيثة بمن يخلصها من زوجها فازدادت ثورته وضربها بكل قوته ، وعندما حاولت النهوض لتعاتبه وحاولت دخول حجرتها فوجئت به يسرع خلفها ويجرها من شعرها وهى تصرخ حتى طردها خارج المنزل .. وقفت حائرة أمام باب شقتها تحاول استرحامه وهى تبكى ولكنه ظل صامتا وعندما ازدادت طرقاتها فتح الباب وجرى خلفها وفى يده شفرة حلاقة ، وقبل أن تفلت منه عاجلها بضربة بالموس ليقطع جزءا من أذنها ، بعدها هدأت ثورته وتركها تنزف الدماء في الشارع وأسرع إلى شقته لينام في هدوء . لم تختلف القصة السابقة عن قصة هذه الزوجة التى تأخرت في إعداد وجبة الإفطار ، فقام زوجها وهو مهندس مصري بقطع أصابعها بالسكين ، ولحسن حظها استطاع الجيران انتشالها من يد الزوج وهو يحاول قتلها ، وأمام المحكمة قال مدافعاً عن نفسه إن زوجته دأبت على عدم طاعته!! ضغوط عصبية وقد أظهر استطلاع للرأي أجرته هيئة البحث الاجتماعي والتجارب العلمية في ألمانيا علي1089 امرأة تتراوح أعمارهن بين 25 و45 عاما أن غالبية النساء تعتبر أداء الأعمال المنزلية أهم أسباب الضغوط العصبية في الحياة اليومية وبلغت النسبة 67%. وجاءت الأعباء الأخرى في ترتيب تالي للأعمال المنزلية حيث ترى حوالي 31% من النساء أن المشاكل المادية هي المسببة للضغط العصبي بينما ترى نسبة 29% من النساء أن القلق على أطفالهن يسبب الضغط العصبي وأخيرا تجد 27% من النساء أن الخلافات الزوجية من أهم العوامل التي تؤدي إلى الضغط العصبي. استقلال وحرية أما من الناحية الدينية يذهب بعض العلماء إلى أن المرأة المتزوجة في الإسلام ليست تحت قوامة الرجل في معاملاتها وعلاقاتها الحقوقية ، بل لها استقلال وحرية كاملين في إنجاز معاملاتها، وفي الوقت الذي منح الإسلام فيه الزوجة مثل هذا الاستقلال الاقتصادي في مقابل الزوج، لم يجعل لهذا الأخير حقا في مالها ولا عملها ولا معاملاتها. وذكرت جريدة "عكاظ" أن رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الأسبق الدكتور عطية صقر أكد أنّ المذاهب الأربعة: " لا توجب على المرأة المسلمة خدمة زوجها ، إلا إذا قامت بذلك متبرعة من باب مكارم الأخلاق ، ولو شكي زوج زوجته إلى المحكمة الشرعية الملتزمة ببعض هذه المذاهب، فلن تجبر المرأة على خدمة الزوج أو خدمة ضيوفه او أهله . ويؤكد الدكتور عبد الفتاح إدريس أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة جامعة الأزهر: "أن الإسلام لم يفرض على المرأة القيام بالعمل في منزل الزوجية ، وليس عملها به حقًا قرره الشارع للزوج عليها، وإنما ذلك متروك لها تبعًا لعادة قومها في ذلك ، ولهذا قال جمهور الفقهاء، إن عقد الزواج للعشرة الزوجية، لا للاستخدام وبذل المنافع ، فليس من مقتضاه خدمة البيت والقيام بشئونه ، إذ ليس في أدلة الشرع ما يلزم المرأة بخدمة زوجها وأولادها وبيتها، ولهذا أوجب جمهور الفقهاء لها على زوجها نفقة خادم تقوم على أمر البيت الذي تسكنه الزوجة، إذا كان الزوج موسرًا، وكانت الزوجة ممن تخدم في بيت أهلها، أو كانت مريضة، بل إنها إذا احتاجت إلى أكثر من خادم لهذا الغرض، لزم الزوج نفقتهم عند فقهاء المالكية". ويضيف : " ولكن إذا قامت المرأة بشئون بيت الزوجية ، فليس في ذلك عبودية أو سخرة ، فإنما تقوم به بمحض اختيارها، لا إجبار عليها من أحد، وهي مع هذا مأجورة عليه ، وحسبها في هذا أن فضليات النساء قمن على شئون بيوت أزواجهن، ولم يرين في ذلك عبودية أو نحوها".