عشاق طرب الآلة أو الموسيقى المغربية الأندلسية، بعد أن حرمتهم القناة الأولى من تلك الوصلة المحببة وقت الإفطار، وجدوا ضالتهم في قناة «المغربية» التي تتحفنا منذ بداية هذا الشهر الفضيل بتسجيلات رائعة تم اختيارها بإتقان ملحوظ من طرف خبراء في هذا الفن الأصيل وعلى رأسهم الفنان محمد المروش مطرب جوق الإذاعة للطرب الأندلسي سابقا، حيث تم بث هذه الوصلات المختارة لأبرز الفرق الموسيقية التي أثثت سهراتنا في أوج عطائها كجوق مولاي أحمد الوكيلي وجوق المعهد التطواني وجوق البريهي، فاستمتعنا حقا وصدقا بمدرسة محمد العربي التمسماني وتلميذة النجيب محمد الأمين الأكرمي، ومدرسة الحاج عبد الكريم الرايس ومريده الفنان محمد بريول وابن اخته محمد العطار، دون أن ننسى ذكر الرواد أمثال الفقيه ج محمد السبع وج عبد السلام ملين وأحمد الزيتوني وتلميذه محمد العروسي، كما يجب التذكير بالدور الهام في توثيق هذا التراث مؤخرا بفضل المجهود الملحوظ الذي قام به الباحث عبد السلام الخلوفي بتعاون مع المخرج ادريس المريني مدير هذه القناة عندما كان رئيسا لقسم الانتاج بالتلفزة المغربية ما مكنه من جمع شتات العديد من الأجواق في مختلف المدن التي لازالت تربى هذا الفن الجميل وتعض عليه بالنواجذ، وبذلك أصبح للتلفزة رصيد هائل من التسجيلات تضم عازفين متميزين وأصواتا جميلة أضفت على هذه الوصلات رونقا خاصا ترتاح إليه النفوس وتطيب به السهرات العائلية في هذا الشهر المبارك السعيد في جو حميمي يمتد إلى آخر يوم فيه.. وهكذا سيمكن لعشاق الطرب الأندلسي الاستمتاع بهذه الذخيرة حتى بعد انصرام شهر رمضان.. نرجو في الأخير ان تمتد اليد إلى طرب الملحون ليحظى بنفس العناية ليتمكن عشاقه من الاستمتاع بما يختزنه هذا الفن الأصيل.