أمام الإكراهات الاجتماعية التي تواجه المهاجرين المسلمين بإسبانيا خاصة مع حلول شهر رمضان الأبرك تصبح موائد الرحمان وحملات التضامن بين المسلمين أبرز السبل و أنجعها للحد من تأثيرات و صعوبة الحياة اليومية في صفوف المهاجرين العاطلين أو غير الشرعيين حيث تتضافر الجهود لإقامة موائد إفطار جماعية تجتمع حولها فئات عريضة تعد بالمئات بأهم المراكز وساحات المساجد الإسلامية و تقدم فيها كافة المأكولات و الأطعمة لروادها وتساهم عدة أطراف في توفير المواد الأساسية للوجبات من خلال تمويل تطوعي و برنامج تشترك فيه الجمعيات الإسلامية و الجاليات المسلمة و الميسورين من العائلات المقيمة بإسبانيا. كما تقوم هيئات جمعوية و خيرية بتوزيع مجموعة من المواد الغذائية لفائدة الشرائح التي تعاني من انعكاسات الأزمة الإقتصادية و التي وجدت نفسها رهينة تراجع مخيف في مستوى المعيشة أما غلاء الأسعار و ازدياد الانتظارات اليومية خاصة بين الأسر و العائلات المقيمة التي تضم عاطلين عن العمل. ولا يقتصر الإقبال على موائد الرحمان فقط على الفئات المحتاجة بقدر ما تعد مناسبة يجتمع فيها شمل المسلمين و يستحضرون فيها الأجواء العائلية و الروحية المفقودة بديار الغربة، إلا أن الفضاءات التي تستقبل مثل هذه الأنشطة التضامنية تبقى قليلة وتحت رحمة قوانين و ضوابط السلطات المحلية الإسبانية أمام تزايد عدد المسلمين و انعدام مساجد و مراكز إسلامية تواكب الحاجيات الدينية و الروحية للمسلمين و أبناءهم بمعظم المدن الإسبانية و النقص في المؤطرين و البرامج التوعية و الدروس الدينية لرواد المساجد في رمضان الذي يعد المناسبة البارزة لالتقاء الجاليات المسلمة في جو من الخشوع و التقرب من الله.