تدخلت قوات مكافحة الشغب بالجزائر بقوة لفك مواجهات عنيفة جمعتها بمئات المحتجين الذين نزلوا الى الشارع بمدينة الغزوات شمال تلمسان نهاية الأسبوع الماضي بعد أن لقي 16 شخصا مصرعهم في حادث سير يعتقد أن سائق شاحنة لتهريب الوقود تسبب فيه . و خرج ساكنة المدينة الشاطئية القريبة من مصطاف السعيدية المغربي في مظاهرات عارمة أحرقوا على إثرها العجلات المطاطية وشلوا كل المنافذ التي تؤدي إلى الدائرة ، وطالبوا بحضور الوالي على الفور لفتح تحقيق مع قاطرات الموت الممتهنة لحرفة تهريب الوقود الذي يشكل النشاط الرئيسي لنسبة هامة من ساكنة الشريط الحدودي الجوائري . و تناقلت صحف جزائرية خبر اعتقال قوات الأمن لعشرة متظاهرين على الأقل بعد ان قام المحتجون باحراق المتاريس في وسط الطرقات وتخريب واجهات العديد من المؤسسات العمومية بما فيها مركز الضمان الاجتماعي ومقر البلدية والمحكمة، كما حاولوا اقتحام مركز الأمن، أين اعترضت طريقهم قوات الأمن ووقعت مناوشات بين الطرفين رشق على إثرها المتظاهرون الشرطة بالحجارة التي أضطرت لاستخدام المولوتوف والغازات المسيلة للدموع، ما أدى لإصابة شابة بحروق بالغة الخطورة على مستوى الوجه. و شهدت تجمعات حضرية أخرى بالمنطقة تعزيزات أمنية و حضور وحدات شرطة مكافحة الشغب بالرمشي، وفرض حظر التجوال ترقبا لتوسع دائرة العنف على بعد أيام من شهر رمضان الذي ينطوي على حساسية أمنية خاصة بالتراب الجزائري . الى ذلك أكدت مصادر جزائرية أن المدير الولائي لأمن تلمسان السابق سيمثل الى جانب العديد من معاونيه من مختلف الرتب أمام العدالة في قضية انتمائه الى شبكة دولية لترويج و تهريب المخدرات و هي العملية التي أسفرت عن كشف تورط العديد من القيادات الأمنية بالمناطق الحدودية في نشاط تهريب المخدرات و انتقلت شظاياها الى المغرب .