تعد منطقة الفداء مرس السلطان أشهر منطقة تجارية شعبية يتمركز فيها أكبر عدد من الباعة المتجولين أو ما يعرف ب «الفراشة»، وأغلبهم عاطلون عن العمل ويتكونون من شباب ونساء فضلا عن أطفال تركوا دراستهم واتجهوا إلى البيع في الطرقات، فتجارة «الفراشة» أو الرصيف ظاهرة انتشرت بشكل مثير للانتباه خلال السنوات الأخيرة نظرا لاستفحال البطالة وقلة فرص الشغل ناهيك عن الظروف المعيشية السيئة التي تدفع بالباعة إلى ممارسة هذا النشاط. وفيما يخص الباعة المتجولين في «درب السلطان»، فإنهم يبدأون بعرض سلعتهم ابتداء من الساعة التاسعة صباحا إلى الساعة التاسعة ليلا وذلك خلافا عن يومي الأربعاء والسبت الذي يبتدئ فيه العمل في الساعة السادسة صباحا وتكون التجارة على أشدها لوجود سوق خاص تباع فيه ملابس الأطفال والنساء، المواد الغذائية، أدوات الطهي والتجهيزات المنزلية إلى غير ذلك من المستلزمات، والأثمنة تتناسب وقدرات الطبقتين المتوسطة والفقيرة. فتجار «الفراشات» يجذبون الزبون بصراخهم بأعلى صوت ويحمل منغمة بثمن البضاعة وهو ما ينتج عنه تهديد راحة السكان فأصوات الباعة تعتبر مصدرا من مصادر الإزعاج لديهم، كما يعانون أيضا من الأزبال التي يتركها الباعة في المساء قبل رحيلهم في نهاية كل يوم، وخطورة الباعة المتجولين تتمثل أيضا في عرضهم لمواد غذائية غير مطابقة للشروط الصحية بالإضافة إلى تجمهر عدد كبير من الناس حولهم الشيء الذي يساعد على ارتكاب جرائم النشل والسرقة. لكن مالا يجب نسيانه هو أن هؤلاء الباعة يعملون من أجل كسب الرزق الحلال والعيش بكرامة وعزة نفس وأيضا توفير لقمة العيش المريرة دون اللجوء إلى تجارات وحرف أخرى قليلة المجهود وقليلة الدخل علاوة عن أن معظمهم لايتوفرون على المال الكافي لشراء متاجر لعرض بضاعتهم ويتحملون كل الضغوطات الممارسة عليهم خاصة من طرف أصحاب المحلات التجارية الذين يرفضون عرض الباعة المتجولين سلعهم في واجهة محلاتهم. والواجب يحتم على الجهات المسؤولة إيجاد حلول بديلة لظاهرة «الباعة المتجولين» وتوفير أماكن وأسواق ملائمة لهم لممارسة نشاطهم .