العزوف وقبضة الجيش الحديدية اقتراع رئاسي بالجزائر على إيقاع العزوف وقبضة الجيش الحديدية العلم الإلكترونية ووكالات عشية موعد الاقتراع الرئاسي بالجزائر، وجه الرجل النافذ في هرم السلطة ونائب وزير الدفاع الجنرال، أحمد قايد صالح، تعليمات صارمة لكافة مُكوِّنات الجيش ومصالح الأمن بضرورة التحلي بأعلى درجات اليقظة والجاهزية، والسهر على التأمين الشامل والكامل لهذه الانتخابات مع التصدي بقوة لكل من يحاول تعكير صفو الموعد الانتخابي أو التشويش عليه. ويبدو أن هاجس نسبة المشاركة والتخوف من نجاح العزوف الانتخابي الجماعي في ظل تصاعد دعوات مقاطعة الانتخابات الصورية بالشارع منذ عدة أشهر، دفع قايد صالح الى التهديد بملاحقة دعاة المقاطعة. في غضون ذلك فرقت الشرطة الجزائرية بداية الأسبوع الجاري تظاهرة معارضة للانتخابات، قادها طلاب جامعيون بوسط العاصمة الجزائرية وقامت بتوقيف عشرة أشخاص على الأقل من بين المتظاهرين . وفي خضم أجواء سياسية مشحونة، والاحتجاجات المتواصلة لشارع غاضب بلغ مرحلة ما قبل الانفجار، دعت أحزاب وشخصيات أغلبها ينضوي تحت لواء ما يعرف ب "قوى البديل الديمقراطي"، الاثنين الأخير، إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية القادمة. وجاء في عريضة وقعها كل من جبهة القوى الاشتراكية، الحركة الديمقراطية الاجتماعية، حزب العمال، حزب العمال الاشتراكي و التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية إلى جانب شخصيات نقابية وحقوقية أخرى: "ندعو رسمياً الجزائريات والجزائريين في الداخل والمهجر رفض وبأي وسيلة سلمية المهزلة الانتخابية في 12 ديسمبر، مع التحلي باليقظة ضد جميع الاستفزازات المعادية للثورة". و كان الاقتراع الرئاسي، قد انطلق فعليا نهاية الاسبوع بالنسبة لأفراد الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج و سط تقارير عن إقبال ضعيف و مواجهات شهدتها مراكز التصويت بعدد من العواصم الاوربية بين الموظفين المكلفين بالإشراف على المراكز وجماعات من دعاة المقاطعة احتجوا أمام مقرات التصويت و سفارات بلادهم بالمهجر . و أجرى المترشحون الخمسة لمنصب الرئاسة في الجزائر قبل أيام، مناظرة تلفزيونية هي الأولى من نوعها في تاريخ البلاد. وقد طرح المرشحون برامجهم فيما يخص عدة مسائل اجتماعية واقتصادية وسياسية، كما حاولوا إظهار أنفسهم قريبين من الحراك الاحتجاجي لكسب تعاطف الشارع الغاضب . ويتنافس في هذه الانتخابات خمسة مرشحين، هم عز الدين ميهوبي الأمين العام بالنيابة لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، وعبد القادر بن قرينة رئيس حزب حركة البناء الوطني، وعبد المجيد تبون المرشح الحر، وعلي بن فليس رئيس حزب طلائع الحريات، وعبد العزيز بلعيد رئيس حزب جبهة المستقبل. ووجهت العدالة الجزائرية الاثنين المنصرم، ضربة موجعة للمترشح المعارض علي بن فليس، حين اتهمت أحد مسيري جهاز حملته الانتخابية بالتجسس والعمالة لدولة خارجية دون تحديدها ووضعته رهن الاعتقال في انتظار محاكمته. وفي ظل تضارب الآراء حول نسبة المشاركة التي ستعلنها وزارة الداخلية، ومدى شفافية مراحل الاستحقاق الرئاسي، يتوقع العديد من المتتبعين للمشهد السياسي الجزائري أن ينحصر التنافس في الجولة الثانية من الاقتراع في حالة بلوغه ما بين المرشح الحر عبد المجيد تبون، والأمين العام بالنيابة لحزب التجمع الوطني الديمقراطي عز الدين ميهوبي، اللذين يبدوان أقرب البروفايلات التي تحظى برضا المؤسسة العسكرية النافذة المتطلعة إلى انتخابات تفرز شخصية توفر الغطاء المدني لنظام عسكري يجدد جلده باستمرار و لا يقبل أن يتقاسم معه طرف سياسي آخر إرث السلطة المسترسل منذ استقلال البلاد قبل نحو ستة عقود.