العلم: الرباط لا يكف مرشحو رئاسيات الجزائر عن حشر المغرب في حملاتهم الانتخابية، حيث يحضر ملف العلاقات بين الجزائر والمغرب بقوة، ووعد المرشحون الخمسة بالعمل على فتح الحدود المغلقة بين البلدين منذ عام 1994، وحل كل المشاكل العالقة بينهما. وبعد انقضاء الأسبوع الأول من الحملة الدعائية للانتخابات الرئاسية، أظهر كل المرشحين رغبة جزائرية في التوصل إلى تسوية كل الملفات العالقة مع المغرب، وتعهدوا بإعطاء دفع لازم للعلاقات بين البلدين التي تشهد تجاذبات سياسية لا تنته، لكن هل يمكن أن تطبّق وعودهم، وسط الخلاف الكبير بينهما حول ملف الصحراء المغربية، إذ تعرض بلادنا حكما ذاتيا لتسوية الملف يلاقي دعما دوليا قويا، بينما تتمسك الجزائر بدعم جبهة البوليساريو الانفصالية، أم أنها تهدف فقط إلى استمالة الناخبين خاصة سكان المناطق والولايات الحدودية مع المغرب؟ وتعهد المرشح عبد العزيز بلعيد، في حال تم انتخابه رئيسا، بفتح جميع الملفات التي تعيق تطور العلاقات مع المغرب ومع جميع الدول المغاربية والعربية. وأوضح خلال تجمع شعبي بولاية تلمسان يوم الخميس الماضي، بأن الشعبين الجزائري والمغربي تربطهما علاقات أخوة ومصاهرة وقرابة، مشيرا إلى أن فتح الحدود مع المغرب مرتبط بحل الملفات العالقة، لافتا إلى أنّه سيسعى لفتحها من أجل تعزيز العلاقات مع المغرب وبناء اتحاد مغاربي مثلما تطمح له شعوب المنطقة. ويتطابق خطاب بلعيد مع خطاب منافسه علي بن فليس في الحملة الانتخابية، الذي أكد أنه سيعمل على تحسين العلاقات مع المملكة المغربية، وإنهاء الملفات الشائكة عبر العمل والحوار لإيجاد حلّ للوضع القائم، موضحا أن “الجزائر لا عداوة لها مع المغرب، كما أنها لا تخاصم الشعب الجار”. ومن جانبه، التحق المرشح عبد القادر بن قرينة المحسوب على التيار الإسلامي بصفوف المطالبين بضرورة فتح الحدود مع المغرب، مؤكدّا أن العلاقات الجزائرية المغربية أكبر من ملف الحدود، ووعد في حل تمّ انتخابه بالعمل على رفع مستوى العلاقات بين كل دول المغرب العربي، لتكون قوة إقليمية واحدة في التعامل مع القوى الدولية والاتحادات المجاورة، التي تتشارك معها دول المنطقة في الجغرافيا والسياسة والبيئة والأمن المشترك والهجرة وغيرها. وتسير وعود المرشح الرئاسي عزالدين ميهوبي التي أظهرت الصفحات الداعمة له على مواقع التواصل خريطة المغرب غير منقوصة عن صحرائه، في الاتجاه نفسه، حيث أكد في حوارات صحافية، أنه لا توجد أي خلافات مع المغرب، لأن الجزائر تقيم علاقاتها بالدول الجارة أو الصديقة بناء على مواقف وصداقة وأخوة الشعب الجزائري مع هذه الدول، لافتا إلى أن الشعب الجزائري والشعب المغربي “شعبان يقيمان علاقاتهما بكثير من الأخوة والاحترام المتبادل”.