كما كان متوقعا شارك زعيم جبهة الانفصاليين في قمة مؤتمر طوكيو الدولي السابع للتنمية بإفريقيا بتواطؤ مكشوف ومقرف للجزائر وجنوب افريقيا الذين وفرا للوفد الانفصالي تمثيلية تمويهية غير مرغوب فيها وسخرا معا مفوضية الاتحاد الافريقي وعضوها النافذ الدبلوماسي الجزائري اشرقي من أجل استصدار اعتمادات صورية لوفد جبهة الانفصاليين باعتبارهم أعضاء بالاتحاد رغم الجوازات الجزائرية التي فضحت ألاعيبهم ومناوراتهم من أجل ضمان مقعد دعائي غير مستحق بقمة يوكوهاما. واتضح من البداية للوفود المدعوة للمؤتمر أن الوفد الانفصالي تم إقحامه بطريقة فجة و غوغائية ضمن قائمة المشاركين التي وضعتها المفوضية الافريقية رغم التحفظات المتسلسلة و الواضحة التي أبدتها اليابان محتضنة المؤتمر, وبدا علنيا و رسميا أن زعيم الانفصاليين المندس وسط قاعة المؤتمر هو ضيف ثقيل وسمج وغير مرغوب خاصة بعد أن أكد وزير الخارجية الياباني تارو كونو خلال الجلسة الافتتاحية للقمة أول أمس الأربعاء أمام قادة دول ورؤساء حكومات إفريقيا، ومسؤولي منظمات وهيئات دولية، بينهم الأمين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو غيتريس، على موقف الطوكيو الثابت بعدم اعترافها بالجمهورية الصحراوية الوهمية وتشديده على أن الحضور في مؤتمر طوكيو الدولي السابع للتنمية بإفريقيا لأي كيان لا تعترف به اليابان كدولة لا يؤثر في شيء على موقف البلاد بخصوص وضعية هذا الكيان..
الصفعة المدوية التي تلقاها زعيم قيادة الرابوني غالي على مرأى ومسمع الوفود المشاركة من الدولة المنظمة للمؤتمر كانت لوحدها ستكون كافية ليتفطن الى أن حضوره المتطفل في القاعة غير مستساغ وغير مقبول لكنه بتعليمات من أولياء نعمته بالوفد الجزائري استكان وانزوى في مقعده طمعا في تدخل طرف بالقمة يعيد اليه بعد كبريائه الممرغ في التراب لكنه قوبل بتجاهل الجميع و لم يخرج من القمة الا بالصورة الجماعية للوفود أين ينزوي جانبا منبوذا من الجميع عسى أن تتكفل وكالة أنباء وصيته الجزائر بمنحها هالة دعائية تعيد لمشروعه المتهالك بعد الضوء والاهتمام الاعلامي.
لقد كان واضحا من البداية أن محور الجزائر / جوهانسبورغ لن يؤول جهدا لضمان حضور تمثيلية من البوليساريو بقمة طوكيو باعتبارها فرصة ذهبية سانحة لنفض بعض الغبار المتراكم على جسد الجبهة الانفصالية بعد الضربات والصفعات الدبلوماسية المتتالية التي تلقاها المشروع الانفصالي بالمنتظمات الدولية و تمكينه من جرعة مقوية “مخدومة” ضدا على شروط ومتطلبات التمثيلية الشرعية المتعارف عليها بالقوانين الدولية و القارية.
وفي المقابل ورغم تنبه طوكيو مبكرا للمناورات الانفصالية لإقحام الكيان الوهمي في مؤتمر دولي وتحفظها على المشاركة الانفصالية فقد سارعت الجزائر وحليفتها جنوب افريقيا الى تطويع الميثاق التأسيسي للاتحاد الافريقي باستحضار بند قديم ومتجاوز يعود لفترة منظمة الوحدة الافريقية المنحلة لتمكين جيهة البوليساريو من صفة تمثيلية وهمية تحت لواء المنتظم القاري الافريقي لفرض منطق الامر الواقع على اليابان الطرف المحتضن للمؤتمر الافريقي, لكن هذا التلاعب المغرض و السمج بالأعراف الدبلوماسية الدولية لم يحل دون أن يتلقى الوفد الانفصالي المتطفل على مؤتمر يوكوهاما دوشا باردا جديدا ومذلا للغاية بعاصمة بلاد الشمس المشرقة تحت تأثير التقريع المتجدد و المفحم لحكومة اليابان بالاجتماع التحضيري وخلال أشغال الجلسة الافتتاحية للقمة للكيان الوهمي الهجين الذي كان يطمح بانتزاع اعتراف دبلوماسي واعتبار سياسي من مؤتمر طوكيو فاذا به يعود أعزلا وبخفي حنين الى مخيمات العار بلحمادة بالكثير من الاذلال والمهانة.