بحث وزير الدفاع الامريكي ، روبرت غيتس، في العراق ، القضايا الامنية ، ومبيعات السلاح، مع تطلع البلدين الى الانسحاب التدريجي الامريكي الذي يستكمل بحلول نهاية عام 2011. وصرح مسؤول رفيع في وزارة الدفاع الامريكية، بأن غيتس يحاول ، خلال زيارته للعراق التي لم يُعلن عنها، أيضا رأب الصدع بين الاغلبية العربية والاقلية الكردية ، التي يخشى كثيرون ان يقوض الشقاق بينهما المكاسب الامنية التي تحققت حتى الان. وأجرى وزير الدفاع الامريكي محادثات مع نوري المالكي، رئيس الوزراء العراقي ، ومع وزير الدفاع العراقي ، عبد القادر جاسم. ومن بين المسائل التي تم بحثها ، رغبة العراق في شراء طائرات «اف 16 »التي تصنعها «لوكهيد مارتن»، وهي طائرة نفاثة مقاتلة متعددة المهام ، للتصدي الى مخاطر محتملة من دول مجاورة بعد الانسحاب الكامل للقوات الامريكية من العراق. كما يزور وزير الدفاع الامريكي المنطقة الكردية شبه المستقلة ، في شمال العراق ، حيث تزداد الفجوة فيما يبدو بين المسؤولين هناك والحكومة المركزية في بغداد، التي يهيمن عليها العرب في خلافات حول النفط وأراض متنازع عليها. ويصر الاكراد على مواصلة مطالبتهم بمناطق مثل كركوك، المنتجة للنفط ، في اطار حرصهم على سيطرة اكبر على احتياطيات النفط والغاز. وتسعى الولاياتالمتحدة لمنع اي اشتباكات قد تعود بالنفع على مقاتلين من السنة يسعون الى تصوير انفسهم على انهم حصن للعراق من التعديات الكردية. ويجري وزير الدفاع الامريكي محادثات مع مسعود البرزاني، رئيس منطقة كردستان ، التي وقعت اتفاقات نفطية مع شركات أجنبية ، يقول وزير النفط العراقي حسين الشهرستاني، انها غير شرعية. وقال مسؤول وزارة الدفاع الامريكية ، الذي طلب عدم نشر اسمه ، «نحن الان في موقف يمكننا من القيام بدور الوسيط النزيه.» وصرح بأن القوات الامريكية في شمال العراق تقوم بدور هام « لبناء الثقة» في نزاعات ذات صلة بقوات أمن كردية متمركزة خارج كردستان. وأضاف «البعد العربي-الكردي هو على الارجح الاكثر الحاحا في الوقت الراهن فيما يتعلق بالقضايا التي تحتاج الى التعامل معها لتعزيز مكاسبنا الامنية.» ويأمل غيتس ان يبني محادثاته على ما تحقق خلال المحادثات، التي جرت الاسبوع الماضي، بين المالكي ، والرئيس الامريكي باراك أوباما بواشنطن ، في اطار السعي الى ما وصفته الدولتان بروابط ثنائية « أكثر طبيعية» مع تواصل الانسحاب التدريجي للقوات الامريكية من العراق. وجزء من هذا هو مليارات الدولارات التي من المتوقع ان ينفقها العراق على الاسلحة. وأبلغ الفريق أنور أحمد، قائد القوات الجوية العراقية ، رويترز، في مارس ، ان بغداد تريد ان تشتري في البداية ، 18 طائرة «اف16 » هذا العام ، بهدف الحصول على96 طائرة بحلول عام 2020 ، مشيرا الى مخاوف من ايران وسوريا. وقال المسؤول الامريكي «قلنا اننا نعتقد انها فكرة جيدة ان يحصلوا على مقاتلة متعددة المهام تكون من انتاجنا. «نعتقد ايضا انه من مصلحة العراق ان يشتري سلاحه من أقل قدر ممكن من الموردين، لانك تتحدث هنا عن عمليات نقل وامداد وصيانة والتشغيل المتناسق» مع الاسلحة الاخرى. وأبلغ الكونغرس الامريكي بالفعل بصفقات سلاح محتملة مع العراق قيمتها تقدر بتسعة مليارات دولار ، منها دبابات« ام1 ايه1 »التي تنتجها شركة «جنرال دايناميكس»، وطائرات هليكوبتر حربية، اما من «بوينغ» او «تكسترون»، بالاضافة الى طائرات شحن ، طراز «سي-130 جيه» من انتاج «لوكهيد». وكانت فرنسا والصين وروسيا من الدول التي باعت اسلحة للعراق في الماضي. وصرح المسؤول الامريكي بأن وزير الدفاع العراقي أبلغ مسؤولي الدفاع الامريكيين، خلال اجتماع عقد الاسبوع الماضي، بمقر وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون)، ان العراق تحدث مع «اناس اخرين» بشأن المقاتلات المتعددة المهام. ووصل غيتس الى العراق بعد ان زار اسرائيل والاردن.