أكد البروفسور الفرنسي برنار دوبريه أن فيروس أنفلونزا الخنازير ليس خطيرا، وأن الاستنفار لمكافحة الدرجة الوبائية القصوى "لا جدوى منه سوى إثارة الخوف"، وقال دوبريه وهو اختصاصي مسالك بولية معروف ونائب عن مدينة باريس عن الحزب الحاكم "إن هذه الأنفلونزا ليست خطيرة، ولاحظنا مؤخرا أنها قد تكون أقل خطراً من الأنفلونزا الموسمية ، لذا علينا وضع حد لهذه البلبلة". ويضيف الطبيب الفرنسي كل ما تفعله السلطات السياسية لا يؤدى إلا إلى زرع الخوف في نفوسنا ، نعم إن هذا الفيروس ينتقل بسرعة، ويمكن للمريض أن ينقل العدوى إلى شخصين أو ثلاثة، مقارنة مع شخص واحد تنتقل إليه العدوى من مصاب بالأنفلونزا الموسمية، لكن في النهاية تبقى مجرد زكام . وبحسب دوبريه "فقد بدأت السلطات المعنية تخفيف إجراءاتها من دون الإعلان عن ذلك"، ويعتبر الطبيب أيضا أن الحكومات "لم يكن أمامها فعلا سوى خيار الإذعان" لمنظمة الصحة العالمية التي بدأت تتحرك بشكل سريع مع إصدار بيانات يومية وعقد مؤتمرات صحفية متكررة، لكن الطبيب دوبريه يأخذ عليها أنها عادت وسقطت في الترويج السياسي المبالغ، ويعلق دوبريه ساخرا "هناك 800 حالة مسجلة في فرنسا، هل هذا يدعو إلى القلق، إذن علينا أن نتحرك لمكافحة حالات الإسهال أيضا". وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت الشهر الماضي للمرة الأولى منذ 41 سنة أنفلونزا الخنازير "وباءً" عالمياً وابلغت الدول الأعضاء والتى يصل عددها إلى 193 دولة برفع حالة التأهب إلى الدرجة السادسة . وبينما بادرت غالبية دول العالم الى اتخاذ إجراءات احترازية مشددة للحد من انتشار الفيروس ، فاجئت السلطات الصحية الاسترالية العالم بإيقافها لكافة الفحوصات الوقائية لمكافحة الفيروس ومنعت وضع المصابين بالفيروس قيد الحجر الصحي، بالإضافة إلى أنها أزالت أجهزة الكشف الحراري من المطارات. وكان نيكولا روكسون وزير الصحة الاسترالي قد أوضح في وقت سابق أنه لا داعي للقلق من التجمعات الحاشدة والفعاليات الرياضية والتنقل بين الولايات والسياحة بصفة عامة من دون قيود في ضوء الطبيعة المعتدلة للفيروس، كما أصدرت السلطات الاسترالية تعليمات للأطباء بعدم وصف عقار "التاميفلو" أو غيره من العقاقير المضادة للفيروسات الارتجاعية إلا في الحالات القصوى و تراجعت عن قرار إغلاق المدارس في حالات إصابة تلميذ بعدوى الفيروس . وقال جيم بيشوب مدير معهد السرطان في كانبرا الاسترالية أن "الوباء الهائل لا يعد سوى فرقعة سخيفة"، داعياً المواطنين إلى ممارسة حياتهم كالمعتاد دون قيود . و تشير الاحصائيات الى وجود ما لا يقل عن 3 آلاف حالة إصابة بانفلونزا الخنازير في استراليا. من جهة أخرى شهدت كل من الولاياتالمتحدةالأمريكية و دول أوروبية بروز حركة " نادي الأنفلونزا " و هي عبارة عن تجمعات بشرية يتم تنظيمها في إطار حفلات عمومية صاخبة الهدف منها توفير ظروف إنتقال متعمد للفيروس بين المصابين و الاصحاء . و تستند فلسفة منظمي هذه التجمعات الوبائية الى أن أحسن طريقة لمكافحة الفيروس هو التعرض الطوعي له لتنمية القدرات الدفاعية الذاتية للجسم البشري له و تمكينه من خلق مناعة ذاتية له و هو ما يمكن المصاب من تنمية قدرات مواجهة أي تطور لتأثير الفيروس و تطوره الجيني خلال فصل الشتاء المقبل . و كان آخر تقرير لمنظمة الصحة العالمية قد أحصى قرابة 135 ألف إصابة بعدوى الفيروس نتج عنها 816 حالة وفاة , وسجل أن الأعراض المرافقة للاصابة تظل لحد الساعة بسيطة مع ضرورة اتخاد الاحتياطات اللازمة لأي تحول في سلوك الفيروس مع دخول النصف الشمالي من الكرة الأرضية في مرحلة الفصل البارد .