ماذا سيحدث لو دخلت 568 ألف «حبة سعادة» أو «الاكستازي» إلى المغرب؟ * العلم: الرباط – عزيز اجهبلي
لاشك أن خبر، إحباط عملية إدخال 568 ألف قرص من مخدر «الاكستازي» إلى المغرب، مفرح وقاس في الآن نفسه، مفرح لأن هذه الكمية لم تستطع الوصول إلى المستهلك والذي غالبا مايكون هم أطفال وشباب المغرب، وقاس لأن الكمية مهولة، والجميع على علم بمدى خطورة تناول هذا المخدر وتجليات عواقبه على الفضاء العام وعلى المدارس والأسر.
إجهاض هذه العملية دليل على الرفض التام لتحويل المغرب إلى فضاء رحب لترويج وتناول هذا المخدر مع العلم، أن معدل انتشار تعاطي المخدرات في المغرب بين عامة السكان الذين تبلغ أعمارهم 15 سنة فأكثر 4.1% أي مايعادل 800000 ألف شخص منهم 2.8% مدمنون على المواد المخدرة، وتتعاطى الساكنة الأصغر سنا للمخدرات والإدمان بشكل متزايد. في المدن يرتبط تعاطي المخدرات بالحقن ونسبة تعاطي الهيروين والكوكايين هي 0.02 و0.05 على التوالي بمخاطر انتشار فيروس نقص المناعة البشرية (VIH) والتهاب الكبد الفيروسي (C وB) والسل إلى جانب العواقب الاجتماعية، التهميش والتمييز والعزلة.
«الاكستازي» أو «حبة السعادة» كما يسميها أصحابها، والتي ضبط منها الآلاف أول أمس بميناء طنجة المتوسط، هي مخدر ومنشط معروف، والذي عادة مايتم تعاطيه على شكل كبسولات أو حبوب.
وظهرت هذه الأقراص المدمرة سنة 2012، وكانت في البداية بهدف الاستعمال لأغراص طبية لكن بعدها انتشرت على نطاق واسع بين صفوف الشباب والمراهقين واليافعين، فأضحت اليوم الغول الذي يهدد الشباب الذين أصبحوا مدمنين على تعاطي هذا المخدر القادم من القارة العجوز.
مخدر «الاكستازي»
وارتبط استعمال «الاكستازي» بمجتمعات وثقافات الرقص والمجون في الولاياتالمتحدةالأمريكية في ثمانينات القرن الماضي، ومنذ ذلك الوقت انتشر في النوادي الليلية وحفلات الرقص، حيث ثمة اعتقاد أن الاكستازي هو أحد العقاقير التي أشير إليها فيما بعد باسم مخدرات مصممي الرقصات، نظرا لصلته بالشباب والثقافة الشائعة وموسيقى الرقص الالكترونية.
الاكستازي يتجاوز الأقراص المهلوسة التي كانت تأتينا من الجزائر سنة 2014 حيث نبه تصريح حكومي إلى كون الجزائر المصدر الأكبر للاقراص المهلوسة، ذات التداعيات الفتاكة على صحة مستهلكيها، والتي نجحت المصالح الأمنية المغربية من حجز 143 ألف وحدة بداية سنة 2014 بينما كانت قد حجزت اكثر من 450 ألف قرص مهلوس في 2013.
ولا تزال مشكلة المخدرات على المستوى العالمي تثير القلق وتخيم على الأفق، فوفقا لتقرير المخدرات العالمي لسنة 2017. يعاني 29,5 مليون نسمة من اضطرابات ناتجة عن تعاطي المخدرات، وتتسم أسواق المخدرات بسرعة تطور المواد المخدرة، ويرتهن متعاطو المخدرات في كثير من الأحيان، بدوامة التهميش، مما يجعل علاجهم واندماجهم من الناحية الاجتماعية أمرا صعبا.
وفيما يتعلق ب 568 ألف قرص التي كانت ستدخل المغرب أول أمس، فقد ذكر بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني أن إجراءات التفتيش المنجزة بواسطة الكلاب المدربة للشرطة مكنت من حجز هذه الكمية وكانت مخبأة بعناية داخل العجلات الاحتياطية لشاحنة للنقل الدولي مسجلة بالمغرب، كانت قادمة من ميناء الجزيرة الخضراء باسبانيا.