متابعة كشفت المديرية العامة للأمن الوطني أن إجراءات المراقبة الحدودية المنجزة بتنسيق بين عناصر الأمن والجمارك مكنت، في الساعات الأولى من صباح الاثنين، من إجهاض محاولة تهريب ما يناهز نصف مليون قرص إكستازي نحو المغرب، من طرف ثلاثة أشخاص كانوا على متن سيارة مسجلة بهولندا. وقبل ذلك بأقل من أسبوع تقريبا، أعلنت مصالح الأمن الوطني العاملة بمركز ابني انصار بمدينة الناظور عن حجز أكثر من 40 ألف قرص مخدر من نوع إكستازي، كانت بحوزة أربعة أشخاص، من بينهم المشتبه فيه الرئيسي الذي يقطن بدولة هولندا ويحمل جنسيتها. القاسم المشترك بين مثل هذه العمليات النوعية هو مصدر الشحنات المحجوزة من مخدر الإكستازي، التي يتم تهريبها من هولندا نحو المغرب عبر مسالك معروفة ومن خلال “بروفايلات” محددة للمهربين، الذين يتم اختيارهم إما من بين مواطنين هولنديين من أصل مغربي، أو يتم اللجوء أحيانا إلى إرسال الشحنات المخدرة عبر حقائب غير مرفوقة بأصحابها على متن حافلات للنقل الدولي تربط هولندا بالمغرب. وفي تعليق على هذا الموضوع، أوضح مصدر أمني أن الخطير في أقراص الإكستازي أنها تعتبر من المخدرات التركيبية التي تُصنّع أساسا من مواد ومستحضرات كيميائية؛ ما يجعل انعكاساتها خطيرة على الصحة العامة وعلى التمييز والإدراك لدى المتعاطي. كما أن هذه المخدرات يتم تحضيرها في مستودعات سرية ببعض دول غرب أوروبا، وتحديدا هولندا، قبل تهريبها نحو المغرب بكميات كبيرة وعبر مسالك مختلفة، وهو ما يشكل تحديا حقيقيا أمام مصالح الأمن المغربية. واستطرد المصدر ذاته أن الشبكات الإجرامية التي تنشط في هذا المجال تراهن على تحضير هذه المخدرات التركيبية في أشكال وألوان جذابة، للتأثير في المتعاطي، خصوصا فئة الشباب واليافعين، كما أنها تطلق على هذا النوع من الأقراص تسميات مغلوطة، كحبة “السعادة مثلا”، لإعطاء انطباع لدى المتعاطي بأنها تخلق سعادة وهمية، بيد أنها في الحقيقة تؤثر بشكل كبير في الخلايا الدماغية وتدفع المستهلك إلى ارتكاب أفعال لا إرادية. وشدّد المصدر الأمني على أن حجز مصالح الأمن المغربية لأكثر من نصف مليون قرص إكستازي هو مؤشر رقمي يمكن قراءته من زوايا عدة وجوانب مختلفة. فمثل هذه المحجوزات الكبيرة تُخفي وراءها شبكات منظمة في شكل “مافيات” تنشط في هولندا وتستهدف المغرب، لأن الأمر لا يتعلق نهائيا بعمل عرضي أو فردي بالنظر إلى التكلفة الباهظة لمثل هذه الكمية الكبيرة المحجوزة”. وتابع المصدر “حجز أكثر من نصف مليون قرص مخدر معناه أن السلطات المغربية تفادت أو تجنبت وقوع أكثر من نصف مليون جريمة، فتعاطي أو استهلاك قرص مخدر واحد يؤدي إلى ارتكاب فعل إجرامي، لأنه يفقد المستهلك الإدراك ويزيغ به بشكل لإ إرادي لارتكاب أنشطة مشوبة بعدم الشرعية، فالمستهلك قد يجنح للعنف، أو الاعتداء الجنسي، أو السرقة، أو استخدام العنف في حق الأصول، وغيرها من الأفعال الإجرامية، بمجرد تعاطي قرص واحد”. “أما بخصوص الآثار غير المباشرة التي يتسبب فيها تعاطي الأقراص المهلوسة على الصعيد التعليمي والاجتماعي والاقتصادي، فهي أفدح وتكون دائما نتائجها أكثر خطورة” يضيف المتحدث. واستطرد المصدر بأن توالي عمليات الحجز الكبيرة لمخدر الإكستازي القادم من أوروبا، وتحديدا من هولندا، يسمح بتسجيل تحول في جغرافية المخدرات التركيبية، التي باتت تصنع في مختبرات ومستودعات سرية ويتم تهريبها لاحقا نحو المغرب بألوان مختلفة وتكاليف مالية منخفضة للتأثير في الشباب واليافعين. وختم المصدر تصريحه بأن السلطات الأمنية المغربية تدرك جيدا حجم هذه التحديات؛ لذلك رفعت من نسبة جاهزيتها في هذا المجال، كما عززت قنوات جمع المعلومات الجنائية بشأن الشبكات الإجرامية الأجنبية التي تنشط في تهريب الإكستازي، وهو ما يترجمه من الناحية العملية اطراد عمليات الحجز الكبيرة والمتوالية التي رصدتها مصالح الأمن في الآونة الأخيرة. وفي سياق ذي صلة، تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع هذه الضبطيات الكبيرة، حيث قالوا إنها تستهدف عمدا المغرب وناشئته، كما طالبوا السلطات القضائية بإصدار أوامر دولية بإلقاء القبض على أعضاء المافيات الهولندية والأجنبية التي تحاول إغراق المغرب بهذه الأقراص الخطيرة على الصحة العامة وعلى الأمن الاجتماعي والروحي للمغاربة.