لفظ طفل، لا يتجاوز سنه ثلاثة سنوات، أنفاسه الأخيرة، بعد ظهر أمس الاثنين، بالمستشفى الاقليمي بازيلال، إثر تعرضه للسعة عقرب سامة، بدوار بوحرازن جماعة تنانت، بضواحي ازيلال. وقالت مصادر عليمة، للعلم أن الطفل كان بالإمكان إنقاذه، فور تعرضه للدغة العقرب، لو قُدمت له الإسعافات الضرورية، فور وصوله إلى قسم المستعجلات بالمركز الاستشفائي الاقليمي بازيلال ، صباح يوم الاثنين، إلا أن المستشفى المذكور لا يتوفر على الوسائل الضرورية للعلاج كالأمصال.
وكانت الأمور أكثر من عادية، مساء الأحد، حين استفاقت أسرة ايت الحاج أب الطفل الضحية، فبعد عودة الاب من مركز الجماعة لحضن ابنه الصغير ،ليأتي الخبر المفزع مفاده أن الطفل، ذي الثلاث سنوات ، لُدغ من قِبل عقرب سامة، فنزل الحادث كالصعقة على الاسرة الذي تحول إلى مأتم.
وبعد هذا الارتباك، بدأت فصول مسلسل جديد من المعاناة، بطله أب وأم مكلومين، يحاولان إنقاذ ابنهما من الموت المحقق، إذ قصدا، في بداية رحلة الصراع من أجل إنقاذ طفلهما، المركز الصحي بجماعة تنانت، لكن المسؤولين على المركز لايتوفر على ادوية سم العقارب ، لأن حالته خطيرة، وأُخبر الأب بأن عليه أن يحمل ابنه، ويقطع مسافة 50 كيلومترا، تحت شمس حارقة، في اتجاه مستشفى ازيلال.
وبعد قرابة خمس ساعات من زمن الرحلة، قاوم فيها الضحية سم العقرب، الذي كان يسري في دمائه، وتمكن من الوصل على قيد الحياة في حالة صحية صعبة، إلى المستشفى الاقليمي بازيلال تولى فريق طبي مهمة إنقاذ المتوفى، لكن مجهودهم لم يكلل بالنجاح، ليفارق ايت الحاج ادم، تاركا أما كادت تجن لفقدان فلذة كبدها، وأبا مكلوما، لم يدخر جهدا لإنقاذ حياة ابنه.
واضطرت أسرة الضحية إلى تسلم جثة ابنهم، ووري جثمانه الثرى بعد عصر أمس الاثنين، وسط صدمة وخيبة أمل الوالدين، اللذان يوجدان في حالة نفسية صعبة.
من جهة أخرى، أفاد تقرير ل”المركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية” استنادا إلى المعطيات الوبائية بالمغرب، أن التسممات الناجمة عن لسعات العقارب تحتل المرتبة الأولى، تليها التسممات بأحادي أكسيد الكربون، في المرتبة الثانية، ثم التسممات الغذائية في المرتبة الثالثة، من مجموع التسممات بالمغرب.