في الأطوار النهائية لنيل كأس العرش لكرة اليد بقاعة المسيرة بمكناس: اتحاد النواصر يواصل الإشعاع سيدات ووداد السمارة ينتزع لقب الكأس ومعه الازدواجية من بين يدي الجيش الملكي الظرفية تقتضي إعادة النظر في نظام البطولة واعتماد قسم ممتاز موحد * محمد الصباري عاشت قاعة المسيرة بمدينة مكناس خلال يومي الأربعاء والخميس على إيقاع الأطوار النهائية لنيل كأس العرش سيدات وذكور حيث عاد اللقب بالنسبة للسيدات لفائدة اتحاد النواصر الذي حقق بالمناسبة لقب الكأس للمرة 12 ومعه الازدواجية بنفس العدد، فيما عاد لقب الذكور لفائدة وداد السمارة الذي حقق بدوره الازدواجية والتي هي الرابعة في تاريخه. وتميزت ليلة الأربعاء بإجراء دور نصف النهاية ذكور حيث وكما كان منتظرا تمكن وداد السمارة ودون كبير عناء من التغلب على فريق نهضة طنجة الذي قدم مباراة على قدر المستطاع لكن تجربة الفريق الصحراوي كانت حاضرة بقوة تترجمها نهاية الشوط الأول بنتيجة 17 مقابل 7 ثم النتيجة النهائية 32 مقابل 17 ليصعد وداد السمارة للمباراة النهائية دون أن يبدل لاعبوه مجهودا بدنيا كبيرا، لكن ذلك لا ينقص من قيمة أشبال المدرب كريم البوحديوي الذين يملكون من المقومات الفنية ما يمكن أن يساهم في تطور مستواهم لكن شريطة أن توفر فعاليات مدينة طنجة الإمكانات المادية اللازمة لمواكبة المجهود التقني والإداري للفريق…أما مباراة نصف النهاية الثانية بين الجيش الملكي ورجاء أكادير فقد سجلت فوز الفريق العسكري بفارق هدفين 21 مقابل 19 والذي خرج متقدما في الشوط الأول بنتيجة 10 مقابل 9، وقد تميز هذا اللقاء بصراع تكتيكي محض بين المدربين الأكاديري مصطفى مزار والعسكري محمد براجع لكن هذه المرة وبعد تنافس قوي وتكافؤ في الأداء عاد الفوز للفريق العسكري لأنه عرف كيف يضبط أداءه خلال اللحظات الحاسمة والأخيرة مستفيدا في ذلك من الأخطاء التي وقع فيها أمام الفريق الأكاديري خلال الأدوار الفاصلة لتحديد الفائز بلقب البطولة في مدينة تزنيت، لكن وفي المجمل فإن مباراة الكأس تطلبت من الفريقين مجهودا بدنيا كبيرا ومكنت الفريق العسكري من العبور للمباراة النهائية بعد آخر حضور وتتويج له بكأس العرش منذ موسم 1997 – 1996 أي بعد 22 سنة من الإنتظار. وعرفت المباراة النهائية الأولى للسيدات تحصيل حاصل بعد تألق نادي اتحاد النواصر وتغلبه على نادي طلبة تطوان بعد لقاء تميز بمستوى عاد وتقدم مستمر لنادي النواصر الذي بعد أن ىعانى في بداية اللقاء من بعض الصعوبات رفع الإيقاع لينهي الشوط الأول متقدما بنتيجة 19 مقابل 8 ثم ليجاري اللقاء والنتيجة ليخرج منتصرا في الأخير بحصة 37 مقابل 26 ومحققا لقبه وازدواجيته رقم 12 في تاريخه وليظل هذا الفريق وتحت إمرة مدربه الطموح والشغوف خالد وهيب رمزا وقدوة لكل من يرغب في العمل القاعدي في كرة اليد بنون النسوة وفي ذلك درس مفيد للعديد من الأندية العريقة الوطنية والتي لن نسميها بأسمائها ولكنها إن أعطت نفس الأهمية التي يوليها مسؤولو نادي النواصر لعرفت كرة اليد النسوية نجاحا أكبر وتطورا أفضل مقارنة بمستواها الحالي. أما المباراة النهائية لصنف الذكور بين وداد السمارة والجيش الملكي، فقد أعطت ما كان منتظرا منها من ناحية السخاء في العطاء من الفريقين معا وبالرغم من العطاء البدني للفريق العسكري في مباراة النصف الأولى إلا أنه قدم خلال هذه المباراة لقاء بطوليا وساد التكافؤ أداء الفريقين خلال الشوط الأول الذي انتهى على إيقاع التعادل 13 مقابل 13 وسجل التعادل في 10 مرات كان في جلها الفريق العسكري هو المتقدم في التسجيل قبل أن يلحق به الفريق الصحراوي. أما خلال الشوط الثاني فقد عرف اللقاء تفوقا نملحوظا لأشبال محمد براجع الذين استغلوا فترة فراغ لأصدقاء رشيد حامد ليرفعوا الفارق إلى 4 أهداف وكانوا متقدمين قبل 7 دقائق من نهاية المباراة بنتيجة 24 مقابل 21، لكن المدرب يونس طاطبي سرعان ما غير من نهج أداء فريقه بالإعتماد على دفاع انتحاري رجل لرجل أربك تموضعات الفريق العسكري الدفاعية ليتمكن اللاعب المهدي العلوي من إدراك التعادل قبل أقل من ثانية من نهاية الوقت القانوني للمباراة ليدخل الفريقان شوطين إضافيين من 5 دقائق لكل واحد انتهى أولهما بإضافة كل طرف لهدف لرصيده لكن الشوط الإضافي الأخير عاد لوداد السمارة بثلاثة أهداف لواحد وبعد أن تسرع بعض لاعبي الفريق العسكري وأضاعوا هجومات سانحة للتسجيل لتنتهي المباراة بتقدم وداد السمارة بنتيجة 28 مقابل 26 محققا بذلك لقبه الرابع لكأس العرش والازدواجية الرابعة كذلك وكأنه يقول بأنه وفي موسم الألقاب لا يرضى إلا بالإزدواجية… وفي الواقع فإن هذه المباراة أعطت ما كان منتظرا منها ولم يبخل كل فريق من إخراج كل ما جعبته من أجل الفوز ويبقى الإشادة بالعمل الذي قدمه المدرب العسكري محمد براجع والذي طبع الفريق بشخصية قوية أكدت أنه، وإن لم يحالفه الحظ هذه السنة، أنه يسير في الطريق الصحيح وأنه إن استمر في جديته فسيصل حتما لحصد الألقاب، كما أنه قدم لنا حارسا متميزا هو عبد الكريم شكوك الذي أفشل العديد من هجومات لاعبي وداد السمارة، كما أن حرس وداد السمارة عبد الرحيم شوحو كان له الفضل في التمريرة الحاسمة التي مكنت فريقه من بلوغ التعادل والدخول للشوطين الإضافيين. وأشرف عامل إقليممكناس عبد الغني الصبار، رفقة رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة اليد العدلي الحنفي على تسليم الكأس للفريق الفائز، فيما أشرفا بين الشوطين على تكريم ثلة من الوجوه الرياضية وطنيا ومحليا، أعطت الكثير لرياضة لكرة اليد. يتعلق الأمر بكل من: الرؤساء السابقون لفريق النادي المكناسي لكرة اليد:فؤاد أوكريد، عبد الخق بنهلال، نجيب الشرايبي، مولاي عبد السلام المراني، واللاعب الدولي السابق ولاعب النادي المكناسي سابقا مصطفى آيت بنعلي، ومدرب المتخب الوطني لكرة اليد نور الدين البوحديوي، ومدرب المنتخب الوطني للشباب مصطفى لشهب، وكذا اللاعب الدولي السابق والمسير بالنادي المكناسي مصطفى الضاوي، إضافة إلى اللاعب الدولي السابق ولاعب اتحاد الرشيدية مصطفى أميني. وفي الختام، تبقى كلمة لا بد منها بعد مباريات الأدوار الفاصلة لنيل لقب البطولة الوطنية بتزنيت وكأس العرش بمدينة مكناس هو أن المستوى جيد للفرق المشاركة ولكنها ملزمة باحتكاك أفضل فيما بينها وهو ما يلزم الجامعة وإدارتها الفنية إلى ضرورة مراجعة نظام البطولة واعتماد القسم الوطني الممتاز بنظام 10 أو 12 فريقا وفق دفتر تحملات خاص لكي يرتفع مستوى التنافس والذي بدونه لن يمكن أن ننشد تطور أداء لاعبينا وفرقهم. * النتائج: * نصف نهائي الذكور: نهضة طنجة – وداد السمارة: 17 – 32 رجاء أكادير – الجيش الملكي: 19 – 21 * المباراة النهائية سيدات: اتحاد النواصر – طلبة تطوان: 37 – 26 * المباراة النهائية ذكور: