1,4 مليون مغربي يعانون نقص التغذية و14.9 في المائة من أطفال المغاربة يعانون التقزم * العلم: الرباط – عبد الناصر الكواي
كشف تقرير دولي مشترك بين عدة منظمات معطيات خطيرة حول معيش المغاربة، منها أن 1,4 مليون مغربي يعانون نقص التغذية المزمن، وفق معطيات الفترة الممتدة بين عامي 2015 و2017، ما يمثل 3.9 في المائة من مجموع السكان.
وقال التقرير الصادر عن كل من منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية، ومنظمة اليونسيف، وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الصحة العالمية، يوم 8 ماي 2019، بعنوان "نظرة إقليمية عامة حول حالة الأمن الغذائي والتغذية في الشرق الأدنى، وشمال إفريقيا"، إن 52 مليون شخص في هذه المنطقة يعانون من نقص التغذية المزمن.
وأكد التقرير نفسه، أن 5.7 في المائة من المغاربة كانوا يعانون نقص التغذية بين سنتي 2004 و2006، مشيرا إلى أن العدد تراجع إلى 3.9 في المائة بين عامي 2014 و2016، وهي النسبة ذاتها المسجلة خلال الفترة ما بين عامي 2015 و2017.
وهو ما يجد تفسيره وفق المنظمات المذكورة، في تقلبات المناخ والأحوال المناخية القصوى التي تضاعفت، بما فيها الحرارة الشديدة، والجفاف، والفيضانات والعواصف، منذ أوائل التسعينيات، إذ بلغ متوسط عدد تلك الظواهر 213 ظاهرة في السنة.
أما بالنسبة لدول الجوار فيورد التقرير، أن عدد من يعانون من نقص التغذية المزمن يصل في الجزائر إلى 1.9 مليون جائع، ومصر ب4.6 ملايين، وإيران ب4 ملايين، وموريتانيا ب500 ألف جائع، والسعودية ب1.8 مليون، أما السودان، فيبلغ عدد الجائعين فيها حوالي 10 ملايين، وتونس 600 ألف جائع، واليمن 9.5 مليون جائع.
وقدم التقرير تقديرات للحالة الجسمانية للأطفال، الذين لم يتجاوزوا سن الخامسة، مشيرا إلى أنه اعتمد في حالة المغرب إحصائيات عام 2011، وأكدت أن 14.9 في المائة من هؤلاء يعانون التقزم، فيما يعاني 2.3 من الهزال، وتبلغ نسبة الأطفال الذين يعاونون من نقص في الوزن 3.1 في المائة، فيما يبلغ عدد الذين يعانون الوزن الزائد 10.7 في المائة.
وبخصوص مؤشرات تغذية الأمهات والرضع والكبار، التي اعتمد فيها التقرير على إحصائيات عام 2016، فإن نسبة انتشار فقر الدم بين النساء في سن الإنجاب (15-49 سنة) بلغت 36.9 في المائة، فيما يشير التقرير إلى أن نسبة الرضاعة الطبيعية الحصرية للرضع في الأشهر الستة الأولى بلغت 27.8 في المائة فقط، فيما وصلت نسبة انتشار البدانة بين البالغين 26.6 في المائة، حسب إحصائيات 2016.
ويتطرق التقرير لسياسات الأمن الغذائي الإقليمي في المنطقة والعالم، ويشير إلى أن المغرب استطاع أن يحقق اكتفاء ذاتيا بنسبة 59 في المائة فيما يخص الحبوب، و100 في المائة في اللحوم، و116 في المائة في الفواكه والخضروات، وجانب 95 في المائة في الحليب، 29 في المائة في الزيوت النباتية، و98 في المائة في المحاصيل الزيتية، و28 في المائة فقط في السكر والمحليات.
وأكد المصدر نفسه، أن 52 مليون شخص في المنطقة يعانون من نقص التغذية المزمن، وأن النزاعات هي السبب الرئيسُ في الجوع في منطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا ، إذ يعيش أكثر من ثلثي من يعانون من الجوع في هذه المنطقة، أي حوالي 34 مليون شخص، في البلدان المتضررة من النزاع، مقارنة ب 18 مليونا في البلدان التي لا تتأثر مباشرة بالنزاعات.
وعلى المستوى العالمي، يقدر التقرير أن عدد الأشخاص الذين يعانون من نقص التغذية تخطى عتبة 821 مليون نسمة أي حوالي شخص واحد من كل تسعة في كوكبنا. وأظهر التقرير استمرار تزايد عدد الذين يعانون الجوع في العالم خلال الثلاث سنوات الأخيرة؛ حيث عاد إلى مستويات كانت سائدة قبل عقد من الزمن تقريبا.