تتجه الشركة السعودية–السويسرية Arkad-ABB للحصول على صفقة إنجاز مشروع توسيع خط أنابيب الغاز بين الجزائر وإسبانيا، وفقًا لما أورده الموقع المتخصص "MEED". وأكدته مواقع اخبارية جزائرية. الخطوة التي تهدف الى مضاعفة قدرات نقل الغاز للأنبوب الجزائري ميدغاز الرابط بين الجزائرواسبانيا على طول 210 كلم وهو أحد الخطوط الثلاثة لضخ الغاز الجزائري المسال الى أوربا, تمثل في نظر المتتبعين ردة فعل «رسمية« من الجزائر على طموحات الجار المغربي وجهوده المسترسلة لتحويل تراب المملكة الى محطة جهوية لخطوط الطاقة ضمن حرب جيوستراتيجية شرسة ومتعددة الأبعاد والانعكاسات للتموقع ضمن الخريطة الدولية النافذة والمؤثرة لمصادر الطاقة.
المبادرة الجزائرية بضخ زهاء 10 مليار متر مكعب في اليوم من الغاز انطلاقا من بني صاف شمال غرب الجزائر في اتجاه ألميريا جنوباسبانيا في أفق أقل من سنتين, تعكس رغبة الجزائر في تجميد نشاط أنبوب الغاز المغاربي الذي يربط الجزائر بأوربا عبر التراب المغربي والذي تنتهي عقدة نشاطه خلال سنة 2021 في حين لا يبدو أن السلطات الجزائرية متحمسة لتجديدها أو أنها تسعى لتوجيه ضربة اقتصادية استباقية للمملكة بعد اعلان الرباط عن الشروع في استخراج وإنتاج الغاز من حقول تندرارة جنوب شرق وجدة في غضون سنة 2021.
وكانت شركة "ساوند إنرجي" البريطانية الحائزة على امتياز التنقيب وانتاج الغاز بمنطقة النجود العليا قد رفعت تقديراتها بخصوص بئر ت-10 بحقل "تندرارة" إلى حدود 15,4 مليار قدم مكعب، أي بزيادة 48 في المائة مقارنة مع تقديراتها الأولية في يناير الماضي والتي قدرتها ب10,5 مليار قدم مكعب.
وتؤهل عمليات التنقيب المتواصلة في مناطق أخرى من المغرب من قبيل الأحواض البرية لحاحا وسيدي المختار وفم أوكنيت والأحواض البحرية بسواحل طرفاية والمحمدية والقنيطرة ضمن أبحاث واشغال تغطي 67 رخصة و10 امتيازات استغلال المغرب مبدئيا الى الدخول الى نادي الدول الطاقية ضمن سيرورة عملية تحول هادئة وواعدة تضع المملكة في قلب الحسابات الاستراتيجية الطاقية الدولية التي تتحكم فيها عدة أطراف نافذة كالولايات المتحدةوروسيا وبريطانيا والصين فضلا عن المجموعة الاوربية الساعية الى تنويع مصادر تزويد صناعتها بالغاز والتنصل من شرنقة التبعية الطاقية المكلفة سياسيا لروسيا شرقا والجزائرجنوبا.
وبغاية التموقع ضمن المراكز الطاقية المستقبلية تدفع السياسة المغربية في اتجاه تحول التراب المغربي الى قاعدة جهوية لخطوط الطاقة بدءا من دعم نشاط خط الغاز المغاربي بيدرو فارال المنطلق من الجارة الجزائر, ومرورا بتأهيل ميناء الجرف الاصفر للتحول لنقطة تزويد اقليمية رائدة لموارد الطاقة الاحفورية يتم ربطها مستقبلا بمشروع الغاز نيجيريا / المغرب فضلا عن الخطوط المحتملة للحقول المغربية الواعدة.
على أن التبعات الجيواستراتيجية لهذا التحول لا يبدو أنها تروق عدة أطراف خارجية متعددة وفي مقدمتها الجزائر وبدرجة أقل روسيا ترى في سياسة التحول الطاقي الناجحة للمغرب منافسة مباشرة لنشاطها الاقتصادي الرئيسي في شمال افريقيا ومنطقة البلطيق.
وبهدف امتصاص أثار وعواقب هذا القلق «الجيوسياسي والاقتصادي المشروع تسعى الرباط الى تنويع شراكتها الطاقية مع عدد من الشركات الدولية الرائدة في المجال خاصة البريطانية منها لمرافقة الطفرة الطاقية الوطنية التي يراهن المتخصصون أن أولى ثمارها الاقتصادية والاجتماعية والجيوستراتيجية ستشرع في النضج والظهور مع بداية ومنتصف العشرية المقبلة.