شكلت المباراة التي جمعت مساء أول أمس الإثنين على أرضية الملعب البلدي ببركان بين فريق نهضة بركان وضيفه الوداد البيضاوي قمة كروية بامتياز كونها جاءت على بعد أمتار قليلة من إسدال الستار على منافسات البطولة الإحترافية ” اتصالات المغرب ” التي وصلت دورتها الثامنة والعشرين ، إلى جانب كونها جاءت متزامنة مع حدث كروي قاري هام يتمثل في دخول فريقين مغربيين لأول مرة للتنافس على التوالي في موسم واحد على نيل لقبي عصبة الأبطال الأفارقة وكأس الكونفدرالية الإفريقية . وبذلك اعتبرت هذه المباراة ” بروفة ” مسبقة لقياس مدى استعداد الفريقين معا للنزال الإفريقي المرتقب ، وقبله كان كل هم فريق الوداد البيضاوي الذي انتقل جوا إلى وجدة ومنها إلى بركان حسم أمراللقب العشرين في تاريخه حتى يتفرغ كليا للإستحقاق القادم ، فالفوز يعني التتويج باللقب بشكل شبه رسمي في انتظار ركوب ” العمارية ” رسميا في اللقاء المؤجل مع أولمبيك خريبكة بنقطة واحدة فقط وغير ذلك قد يؤجل الحسم إلى وقت لاحق وبالتالي يفتح باب المناورة لغريمه التقليدي الرجاء البيضاوي للتشويش عليه ” كرويا ” . في ظل هذه المعطيات وما واكبها من أجواء رمضانية مشوقة تمازج فيها البرتقالي بالأحمر جرت المباراة التي أدارها الحكم هشام التيازي (من عصبة الجنوب) بمساعدة كل من مصطفى الراجي وعبد الصمد أبرتون ( ثالث مباراة يديرها للنادي البرتقالي)، حيث انتهى شوطها الأول الذي تابعه أزيد من أربعة آلاف متفرج بينهم حوالي خمسة مائة مشجع ودادي بالتعادل الإيجابي (1 / 1) واتسمت المباراة في دقائقها الخمس الأولى بالندية والحماسة المشوبتين بالحذر والانضباط التاكتيكي مخافة السقوط في المحظور بعد أن تسلح كل فريق بكامل عناصره ، بعدها حاول البرتقالي الذي جمع سبع نقاط فقط في المباريات الثماني الأخيرة ( 1 فوز و4 تعادلات و3 هزائم) جاهدا البحث بعد منافذ توصله إلى مرمى الحارس أحمد رضا التكناوتي عبر الممرين الأيمن والأيسر اعتمادا على التمريرات السريعة، غير أن هدف السبق الذي وقعه اللاعب وليد الكرتي لمصلحة فريقه الوداد في الدقيقة الخامسة قلب المعادلة قبل أن يرد عليه بعد أربع دقائق فقط محمد فرحان بهدف مماثل معدلا بذلك النتيجة ، وأهدر فريق نهضة بركان فرصة سانحة للتسجيل في الدقيقة الثامنة والعشرين عبر هدافه الطوغولي لابا كودجو لينتهي الشوط الأول على وقع ذات النتيجة. مع بداية الشوط الثاني وبالتحديد في الدقيقة الثالثة والخمسين لم يجد اللاعب عمر النمساوي صعوبة وهو يضع الكرة في مرمى الحارس أحمد رضا التكناوتي من كرة ثابتة معلنا عن الهدف الثاني للفريق البركاني لتستمر المواجهة سجالا بين الفريقين حتى الدقيقة الثانية والسبعين حيث نجح اللاعب أشرف داري في تعديل النتيجة بعدها بسبع دقائق فاجأ الطوغولي لابا كودجو الجميع وهو يمرر الكرة بذكاء فوق الحارس التكناوتي موقعا بذلك الهدف الثالث والأخير في المباراة والذي نزل كقطعة ثلج على لاعبي الفريق الأحمر وبالخصوص على المدرب التونسي فوزي البنزرتي الذي بدت النرفزة واضحة على محياه وهو الذي لم يكن ينتظر مثل هذا السيناويو والذي من خلاله تلقى هزيمة موجعة هي الخامسة من أصل 27 مباراة مقابل 16 فوزا و6 تعادلات ( له مباراة ناقصة مع أولمبيك خريبكة ) لتتأجل بذلك رسميا أفراح الفريق ” الأحمر” بعد هذه النتيجة ” المنغصة ” حتى إشعار آخر وهو المحتاج لأربع نقاط لحسم اللقب فاتحة الباب على مصراعيها للفريق الأخضر المستفيد الأول من خسارة غريمه التقليدي والمراقب للوضع عن كثب في انتظار أي تعثر جديد للإنقضاض على الصدارة . هذا ومباشرة بعد هذه المباراة دخل فريق نهضة بركان مرحلة الإعداد لمواجهة نادي الزمالك المصري في ذهاب نهائي كأس ” الكاف ” بعد ان أجلت لجنة المسابقات مباراته مع اتحاد الفتح الرياضي برسم الجولة 29 إلى وقت لاحق . ووصف منير الجعواني مدرب نهضة بركان الفوز على الوداد وهو البطل المرشح لإنتزاع اللقب ب ” المستحق ” وقال ” أشكر كل اللاعبين على ما بذلوه من جهد خلال هذا اللقاء الذي مر في أجواء رياضية وكان يمكن أن ينتهي بأية نتيجة لكلا الفريقين ، الحظ كان بجانبنا ولم نهدر الفرصة ، فوز يأتي عشية اللقاء القاري المرتقب مع نادي الزمالك وهي مباراة من شوطين اثنين ، الأصعب هو الذي ينتظرنا في هذه المباراة التي سنحاول كسب شوطها الأول داخل قواعدنا وبتشجيع من جماهيرنا الوفية التي عودتنا على الدعم والمساندة دونما شروط “. من جهته بدا المدرب التونسي فوزي البنزرتي منزعجا للهزيمة وقال: ” من خلال أخطاء في الدفاع تلقينا هزيمة لم نكن نتوقعها ولوأننا لعبنا أمام فريق منظم يجيد استغلال الكرات الثابتة ، نحن نناقش كل مباراة على حدة وكل المباريات صعبة مهما بدت سهلة ، رغبتنا قوية جمع أكبر عدد من النقاط ولن نتهاون في ذلك حتى آخر ثانية في آخرمباراة في الموسم حتى يكون للقب العشرين طعمه الخاص والذي يتقاطع والبحث عن لقب آخر قاري، الكرة المغربية في صحة جيدة وستقول كلمتها الفصل في اللقاءين القاريين على مستوى عصبة الأبطال الأفارقة وكأس الكونفدرالية الإفريقية ، والوداد ونهضة بركان قادران على صنع الحدث وإدخال الفرحة إلى كل القلوب العاشقة للكرة “. يذكر أن الجماهير البركانية قامت بمبادرة إنسانية خلفت أصداء طيبة تمثلت في إقامة إفطار جماعي للجماهير الودادية المنتقلة إلى بركان لمناصرة فريقها في خطوة جسدت أسمى معاني التآزر والتلاحم والتعاضد في هذا الشهر الفضيل .