عقب 3 دورات أولى غنية بالتجارب والدروس، واصلت النسخة الرابعة من Smart City Casablanca هذا المسار المتألق… وكان الأمر كذلك، حيث اكتظت القاعات التي احتضنت فعاليات هذا الملتقى عن آخرها، كما اتسمت الجلسات بالتنوع وحظيت باهتمام ملحوظ، كما هو الشأن بالنسبة للحظات التواصل وربط العلاقات. ونجحت هذه الطبعة الجديدة التي لاقت إقبالا كبيرا بفضل ثراء مواضيعها ونوعية المتدخلين، في إبراز وتثمين الابتكار، في حين أثبتت التمثيلية الدولية التي كانت بارزة في هذا الملتقى، مرة أخرى، الاهتمام والصيت الكبيرين لهذا الموعد قاريا ودوليا. ونظمت الدورة الرابعة من سمارت سيتي كازابلانكا 2019، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، يومي 17 و18 أبريل 2019 بفندق حياة ريجنسي، حول موضوع “الذكاء الاصطناعي في خدمة المواطنين”، أو كيف يمكن للذكاء الاصطناعي والرقمي المساهمة في تحسين مبادرات المدن الذكية؟ وقد وفى هذا الحدث بوعده واختتم على إيقاع نجاح ملفت للانتباه. ومع إقبال واضح يعكسه حضور أزيد من 3250 مشاركا الذين أشادوا بالإجماع بأهمية هذا الملتقى وأبعاده، استطاعت تظاهرة سمارت سيتي كازابلانكا، مرة أخرى تكريس مكانتها كأكبر موعد للمدن الذكية بإفريقيا.
متدخلون مرموقون عالميا
واستطاعت هذه الدورة كسابقاتها أن تشكل منصة وازنة لبرمجة مكثفة، تميزت بتوالي المداخلات الرئيسية والندوات وورشات العمل… وعلى ضوء مناقشات ذات جودة أجراها 85 متحدثا وخبيرا من آفاق مختلفة، سنتذكر هذه الطبعة الرابعة من خلال تبادل الخبرات العديدة، والآفاق الطموحة والتوصيات التي ستلهم بلا شك التدابير الإجرائية المستقبلية التي سيتخذها صناع القرار من أجل تحويل الدارالبيضاء إلى مدينة ذكية. وأتاح هذان اليومان للفاعلين الرئيسيين في التنمية الحضرية الفرصة لعرض تجاربهم ومهارتهم ووجهات نظرهم. ونذكر من بينهم ميهايلا أوليرو، رئيسة معهد أمباكت للاقتصاد الرقمي، التي تناولت الكلمة الرئيسية وتناولت فيها وضع المواطنين في عصر الثورة الصناعية الرابعة والمواطنة 4.0، ولويس أ. زاشاريلا، المؤسس الشريك لمنتدى المجتمع الذكي، الذي أظهر ببراعة كيف كان من الممكن التواصل وتعزيز التعاون بين المجتمعات الذكية المختلفة في جميع أنحاء العالم، أو أرماند رولاند بيير بويندي، عمدة واغادوغو.
نسخة رابعة على إيقاع الابتكار ولحظات التواصل وربط العلاقات تخطف الأضواء وتحظى بتقدير ملحوظ
حظي جانب الابتكار الذي يشكل جزء مهما من توجهات سمارت سيتي كازابلانكا، بثمين متميز هذا العام. وقد تجسد ذلك من خلال إنشاء قرية حيث قدمت 32 شركة ناشئة مغربية حلولها. إضافة إلى إجراء رئيسي آخر لتثمين الابتكار، وهو عملية Open Innovation Lounge التي نظمت بشراكة مع LaFactory By ScreenDy ، ومكنت هذه المبادرة من اكتشاف هذه الشركات الناشئة ذات الإمكانات القوية في السوق، وفي نفس السياق جرى الاحتفاء بثلاثة منها أثناء جلسة الخلاصات أمام مانحي الأوامر والمقاولات الكبرى الحاضرة خلال الحدث.
وهكذا ظفر كل من Smartone (منصة إنترنت الأشياء قابلة للتطوير والقابلة للإعداد بشكل كامل لتوفير حلول ذكية جاهزة) و NoubApp (تطبيق يتيح إدارة قوائم الانتظار) وQwebTeam (حل محمول يلعب دور بطاقة افتراضية للتأمين الصحي التي تسهل التكفل بالمؤمن المستفيد) بجائزة في الحفل الختامي للحدث. وتم تسجيل أزيد من 200 لقاء ثنائي BtoB بين الشركات الناشئة والمقاولات، خلال هذين اليومين. وتألق الابتكار خلال الندوات من خلال التركيز على تجارب الابتكار المفتوح الموجه لخدمة المدينة الذكية والتي أتاحت الفرصة للشركات الناشئة المحلية التعبير أمام المتدخلين المرموقين.
التعاون الدولي في صلب سمارت سيتي كازابلانكا
مفهوم المدينة الذكية ليس له حدود وعلى غرار الدورات الثلاث الأولى، فإن هذه النسخة الرابعة لم تخرج عن قاعدة جعل الحدث لحظة مميزة من اللقاءات والتبادلات. لقد كان الانفتاح والتعاون في صميم العلاقات التي تبلورها المدينة الذكية الدارالبيضاء وتطورها وتعززها مع المشاركين الوطنيين والأجانب، وحضر ما لا يقل عن 80 ممثلا للوفود الوطنية والأجنبية، بما في ذلك الوفود الإفريقية. من بين هؤلاء هناك مشاركون من بانكوك، المدينة الضيف للحدث، واغادوغو، داكار، رام الله، كوكودي، شنغهاي، نواذيبو، مارسيليا، باماكو، أريانا، صفاقس، ريو دي جانيرو، ليبرفيل، كلميم، القنيطرة، أكادير، تطوان، الرباط، تمارة، وسلا … وتميزت هذه النسخة الرابعة بشكل خاص بنقل الخبرات التي تقوم على مشروع تنظيم المدينة الذكية واغادوغو، الذي تمت بلورته بين عمدة واغادوغو و المحلية التنمية شركةالدارالبيضاء للتنشيط التظاهرات.
المواطن في مركز التظاهرة
بالإضافة إلى المؤتمر، أرست سمارت سيتي كازابلانكا، من خلال المدينة الذكية المتصلة Smart City Connect، وهي مبادرة خاصة بالدار البيضاء، أسس مايسمى ب Créathon لدعوة الفاعلين الرقميين لابتكار حلول جديدة لمواجهة رهانات المدينة الشاملة والمستدامة. وتميزت Smart City Connect أيضًا بافتتاح قافلة ويكازابلانكا، بساحة الأممالمتحدة لتقدم للبيضاوين أنشطة غير مسبوقة عالميا من قبيل مسار سيناريو متتالي من 360 درجة من قلب أوركيسترا غلوريا لقداس التتويج لموزار، وأيضا، حفل لا مثيل له يبرز راقصة شابة للباليه ورجل آلي صغير، وهما يؤديان كوريغرافيا شعائرية أخاذة. وعلى هامش هذه التظاهرة حيث التقينا بعدد من المواطنين البيضاويين،واستفسرناهم عن سمارت سيتي،فمنهم من يسمع بالتظاهرة لأول مرة،وآخرون لهم المعلومة من خلال اللافتات،والأغلبية الساحقة لا علم لها بالموضوع،وكل ما في الأمر أن عددا محدودا من لهم دراية بهذا الشأن.فكل بيضاوي يريد أن تكون مدينه ذكية،وفق شروط علمية مضبوطة ومعايير إنسانية،العيش الكريم وكرامة المواطن،وفي الوقت الذي نجد فيه أكبر مدينة مغربية مدينة المال والأعمال تعاني من عدة اختلالات تدبيرية وأخرى اجتماعية،وتعيش المدينة عدة فوارق وتناقضات كما أشار إلى ذلك جلالة الملك في إحدى خطبه بمناسبة افتتاح الدورة التشريعية،مدينة تعاني من انعدام الحكامة وتفتقر إلى إرادة سياسية من شأنها النهوض بالمدينة اجتماعيا واقتصاديا،وكما أشرنا إلى ذلك سابقا فالمدينة لازالت تعاني أزمة نظافة في غياب إيجاد حل جذري لمشكل المطرح العمومي. أحد ساكنة منطقة مديونة صرح لنا بأنه لو قام رئيس الجماعة الحضرية للدار البيضاء رفقة أعضاء من مكتبه بزيارة إلى جميع المناطق المحيطة بالمطرح الحالي لوقفوا جميعا على طابورات انتظار الشاحنات المحملة بالأزبال تنتظر دورها من أجل التفريغ،عوض أن يجلس بالفندق الفخم ويتحدث عن سمارت سيتي،فهو لم يستطع حل المشكل الذي تسبب في أزمة بيئية يتكلم وبافتخار عن الذكاء وتطوير المدينة.فقليلا من الحياء.