أصبح بإمكان الباحثين والدارسين والأكاديميين، الاطلاع على الأرشيف السري المتعلق بفترة الحرب الأهلية الإسبانية، ومختلف الوثائق والمستندات المرتبطة بمرحلة ونظام الجنرال الإسباني «الكاوديو» (أي زعيم الأمة كما أطلق على نفسه) فرانسيسكو فرانكو، الذي حكم إسبانيا، على إثر نجاح انقلابه، بقبضة من حديد منذ سنة 1939 وإلى غاية وفاته لأسباب طبيعية سنة 1975. جاء ذلك، بعد مصادقة الحكومة الإسبانية على قرار نشر الأرشيف وجعله في متناول الراغبين والمؤرخين.
ومن بين الوقائع التي ظلت تفاصيلها مثار نقاشات وسجالات وجدالات الباحثين والجامعيين، مرحلة الحرب الأهلية الإسبانية، التي شارك فيها عدد كبير من المغاربة إلى جانب فرانكو( حوالي 150 ألف مقاتل).
ومن شأن هذا القرار، أن يكشف عن معطيات جديدة تكشف عن الأسرار الخفية لعمليات تجنيد المغاربة لخدمة فرانكو. والشخصيات والفعاليات المغربية والإسبانية التي خططت ونفذت هذه العملية التي خلفت العديد من الضحايا والأرواح والمعطوبين.
وكانت حكومة مدريد قد قررت السنة الماضية نقل رفات الجنرال الإسباني الراحل فرانسيسكو فرانكو، من موقع وادي الشهداء «إل فالي» إلى موقع آخر ، بعد موافقة الفاتيكان على المساعدة في إيجاد وسائل لمنع إعادة دفن رفاته تحت الكاتدرائية المركزية «ال مودينا»وسط مدريد، كما طالبت بذلك عائلة الجنرال الراحل.
وأفادت نائبة رئيس الوزراء كارمن كالفو أن وزير الدولة في الفاتيكان، بيترو باروين أدرك خلال لقاء معها، أن الحكومة «يجب أن تضمن عدم الإشادة بفرانكو في جميع الأراضي الإسبانية».
وكان رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز قد أعلن عن نية حكومته إخراج رفات فرانكو، وتحويل المكان الحالي إلى نصب تذكاري لشهداء الحرب الأهلية والديكتاتورية التي أقامها فرانكو.
حيث يجري الحديث عن إعدام 200 ألف شخص واعتقال 400 ألف شخص توفي كثير منهم جوعاً، وعدد غير معروف من السجناء الذين أُجبروا على العمل في جهود إعادة البناء بعد الحرب، بما في ذلك في بناء معلمة «وادي الشهداء».
وبدأت استعادة الذاكرة التاريخية تأخذ زخماً في أوائل عام 2000، مع صعود الحكومة الاشتراكية برئاسة خوصي لويس رودريغز زاباتيرو.