تعيش صخرة جبل طارق الواقعة على الضفة المقابلة للمغرب من المضيق منذ نهاية الاسبوع على إيقاع أزمة جديدة بامتدادات عسكرية بين الغريمين الاوربيين بريطانياواسبانيا اللذين يتنازعان منذ عقود السيادة على الخليج الاستراتيجي بأقصى جنوب القارة العجوز. وأكد وزير الدفاع البريطاني جافين وليامسون الاثنين أن بلاده ستدافع دوما عن مصالحها السيادية، وذلك ردا عن سؤال بشأن واقعة تضمنت سفينة حربية إسبانية والمياه القريبة من جبل طارق. وقالت منطقة جبل طارق إن سفينة حربية إسبانية حاولت توجيه أوامر لسفن تجارية بمغادرة مراسيها في المياه البريطانية قرب المنطقة الأحد الماضي، لكن البحرية البريطانية تصدت للسفينة التي أبحرت مبتعدة بعد ذلك. وقال وليامسون للبرلمان عند سؤاله عن الواقعة "سنكون دوما هناك للدفاع عن مصالحنا السيادية والمصالح الوطنية لبريطانيا». في المقابل قال وزير الخارجية الإسباني جوسيب بوريل إن سفينة تابعة للبحرية الإسبانية تسمى تورنيدو كانت تحرس المنطقة يوم الأحد في إجراء اعتيادي حسب قوله. وأضافت بوريل للصحفيين في بروكسل "اتصلت تورنيدو بثلاث سفن تجارية كانت تنتهك قانون الأمن البحري في المياه الإقليمية الإسبانية بوقوفها هناك… ردت السفن على طلبات تورنيدو وغادرت المنطقة». و كانت البحرية البريطانية قد تصدت الأحد الماضي حسب الرواية البريطانية لسفينة إسبانية قرب جبل طارق وأبعدتها، وذلك في أحدث مثال على التوتر السائد بشأن الميناء الإستراتيجي مع اقتراب موعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وذكرت السلطات في جبل طارق أن السفينة الإسبانية حاولت توجيه أوامر للسفن التجارية بمغادرة المراسي على الجانب الشرقي من جبل طارق، لكنها لم تغادر أماكنها. وبعدما تصدت لها البحرية البريطانية، أبحرت السفينة الإسبانية ببطء بمحاذاة الساحل "وبأسلحتها المكشوفة". ولم تعلق السلطات الإسبانية على الأمر بشكل فوري. وعادة ما تنشب التوترات بين الجانبين بشأن المياه الإقليمية حول شبه الجزيرة الواقعة إلى الجنوب من إسبانيا. وذكرت وكالة "برس أسوسييشن" البريطانية أن سفن البحرية الملكية البريطانية تم نشرها ردا على الحادث، وأن القوارب التي طلب منها "مغادرة المياه الإقليمية الإسبانية" ظلت في الميناء وفقا لتعليمات هيئة ميناء جبل طارق. وإقليم جبل طارق قطعة صغيرة من الأرض على الطرف الجنوبي من إسبانيا وتحت السيطرة البريطانية منذ ثلاثمائة سنة، وهو محور خلاف كبير بين لندن ومدريد. وذكرت الوكالة أن سفن البحرية الملكية البريطانية تم نشرها ردا على الحادث وأن القوارب التي طلب منها "مغادرة المياه الإقليمية الاسبانية" ظلت في الميناء وفقا لتعليمات هيئة ميناء جبل طارق. ونقلت وكالة الأنباء عن متحدث باسم حكومة الإقليم البريطاني قوله "هناك قيمة مزعجة فقط لهذه الألعاب الحمقاء التي يقوم بها أولئك الذين لا يقبلون بالسيادة البريطانية التي لا شك فيها على المياه المحيطة بجبل طارق كما يعترف بها العالم كله في اتفاقية الأممالمتحدة لقانون البحار». ويعتبر إقليم جبل طارق، قطعة صغيرة من الأرض على الطرف الجنوبي من اسبانيا وتحت السيطرة البريطانية منذ 300 سنة، محور خلاف كبير بين لندن ومدريد. ويحظى وضع المنطقة –التي تضم ثلاثين ألف نسمة– بمزيد من الاهتمام مع اقتراب موعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في 29 مارس المقبل، الأمر الذي يثير تساؤلات بشأن حرية الحركة بأراضيها وحدودها البحرية مع إسبانيا. وسجلت إسبانيا بالفعل اعتراضها على ما إذا كانت الترتيبات المستقبلية بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد ستنطبق على جبل طارق.