مصادر أكدت أن أبعادا سياسية وراء القرار واحتمال العدول عنه وارد لكن بشروط قاسية: المغرب يصدم «الكاف» ويعلن عدم ترشحه لتنظيم كأس أمم إفريقيا 2019! * العلم الرياضي – هشام بن ثابت فاجأ المغرب، الكونفدرالية الافريقية لكرة القدم ومعها كامل القارة الإفريقية، بإعلانه أول أمس الأربعاء، عدم نيته الترشح لاستضافة بطولة كأس الأمم الإفريقية 2019 بدلا من الكاميرون. ففي خروج إعلامي مفاجئ أعلن وزير الشباب والرياضة رشيد الطالبي العلمي، أنه لم يسبق للمغرب أن أعلن نيته تقديم ترشيحه لاحتضان «الكان»، ولن يقدم ترشيحه»، ضاربا عرض الحائط كل التكهنات التي كانت تفيد بأن المغرب هو البديل الأقوى لتعويض الكامرون لاحتضان نسخة 2019. وقال الوزير إن الحكومة المغربية لم يسبق لها وأن تداولت في اجتماعاتها موضوع تنظيم نهائيات كأس أمم إفريقيا، مبديا استغرابه من ترويج هذه الإشاعات، مؤكدا في نفس الوقت أن المغرب مقبل على موعد إفريقي مهم جدا في الصيف القادم وهو الألعاب الإفريقية التي ستحتضنها العاصمة الرباط، ، وهي تظاهرة مفتوحة بدورها في وجه الأشقاء الأفارقة ومرحبا بهم لكن لا يمكن تنظيم «الكان» في نفس التوقيت. وأضاف الطالبي العلمي أن الموقف الرسمي الحالي هو عدم نية المغرب تقديم ترشيح لاحتضان «الكان» وأي تصريح لجهات أخرى لا يعني الحكومة ولا يعتد به. وأشار وزير الشباب والرياضة، أن الكامرون بلد صديق، انسحب هذا شأن يعني الأجهزة المخول لها أمر ذلك لكن ما يعنينا نحن هو أننا لم ندرس أي إمكانية لتعويضه»، مبرزا أن «الكان» ليس ملاعب وتجهيزات ومراكز تداريب فقط، بل إنها 24 دولة والأمر مرتبط بتدابير لن نخوض فيها لأن هذا ليس سياقها العام بل ما ألتزم به وأتحمل مسؤوليته هو أن هناك أجندة مضغوطة ورسميا لم نتقدم أما الافتراضات فلا يمكن الخوض فيها». والتزمت الجامعة الملكية المغربية الصمت حيال الخروج المفاجئ لوزير الشباب والرياضة، لكن مصادر منها (الجامعة) تحفظت، عن الخوض في الموضوع، مؤكدة أن القرار متعلق بالوزارة، ولا علاقة للجامعة به، موضحة أن الجامعة لم يسبق لها أن أعلنت نيتها في تنظيم «الكان» وأن موقفها كان يتلخص في دعم الكاميرون ومساعدته في التنظيم، وقد كان رئيس الجامعة فوزي لقجع أكد ذلك في لقاء له مع رئيس الاتحاد الكامروني لكرة القدم. وفي قراءتها للقرار، أكد متتبعون، أن المغرب لا ينوي خسارة أصدقائه الأفارقة، من خلال الظهور بمظهر أنه الأقوى في إفريقيا وأنه الوحيد القادر على تنظيم المنافسات الكبرى، حيث من شأن قبوله تنظيم «الكان» سيجر عليه عدة متاعب في القارة، وهو الذي حقق مكاسب كثيرة في السنوات الأخيرة بقيادة جلالة الملك محمد السادس, ويرى آخرون، أن المغرب قد يتراجع عن قراره، ويقبل التنظيم في حال «استعطفته» الكونفدرالية الإفريقية لذلك، إضافة إلى إقناع الكامرون ومعها باقي دول القارة بأن المغرب لم يسعَ يوما لخطف تنظيم «الكان» منها. من جهة أخرى ذكرت بعض التقارير الواردة من الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، أن هذه الأخيرة وفي مقدمتها رئيسها الملغاشي أحمد أحمد، تفاجأت بالقرار المغربي وهي التي كانت تعول عليه لإنقاذها من ورطة سحب التنظيم من الكامرون، مستندة في ذلك في تصريحات سابقة لرئيس الجامعة المغربية فوزي لقجع الذي أكد أن المغرب مستعد لتنظيم أكبر التظاهرات الكروية الإفريقية. وكان أحمد أحمد تلقى عدة انتقادات واتهامات بمحاباته للمغرب، من خلال تنظيم هذا الأخير عدة تظاهرات واجتماعات خاصة بالكاف». ولم تخف المصادر الإحراج الذي وقع فيه أحمد أحمد «صديق المغرب»، الذي سيكون عليه إيجاد دولة بديلة لها نفس مقومات المغرب تقبل تنظيم «الكان» رغم قرب موعده، علما أن الدولة الوحيدة التي عبرت عن رغبتها بعد رفض المغرب، هي مصر التي أعلن وزيرها للشباب والرياضة أشرف صبحي أول أمس الأربعاء عن استعداد بلاده لتعويض الكامرون في التنظيم. وقال الوزير المصري لقناة «أون سبورت» : «تم التواصل مع رئيس اتحاد الكرة (هاني أبو ريدة) من أجل دراسة فكرة تنظيم أمم إفريقيا بعد قرار دولة المغرب الشقيقة بعدم التقدم، وكنا نحترم رغبة الأشقاء في ذلك»، في إشارة الى الإعلان السابق بعدم نية الترشح. وأضاف: «ننتظر رد رئيس الاتحاد الإفريقي أحمد أحمد بشأن تنظيم كأس الأمم الأفريقية 2019 بعد إعلان المغرب بشكل رسمي عدم تقدمه لاستضافة البطولة (…) مصر لديها القدرة على تنظيم البطولة ونتشرف بهذا الأمر، فالشعب المصري دائما يكون جاهزا لتلك الأمور، فنمتلك منشآت رياضية على أعلى مستوى، وقمنا بالفعل بتنظيم عدد من البطولات». يذكر أن كل التقارير كانت ترجح أن يكون المغرب، إضافة لجنوب إفريقيا، من أبرز المرشحين لاستضافة «كان 2019»، بعدما أعلن الاتحاد الإفريقي للعبة في 30 نونبر الماضي سحب تنظيم البطولة من الكاميرون على خلفية التأخر في إنجاز أعمال البنى التحتية ومنشآت الملاعب والقلق من الوضع الأمني. وفتح الاتحاد مجددا باب الترشح أمام الدول الراغبة بالاستضافة، على أن تنتهي هذه المهلة يومه الجمعة 14 دجنبر الجاري. ويلقي قرار المغرب عدم الترشح لتنظيم «الكان» مزيدا من الشكوك حول هوية البلد المضيف للبطولة التي يشارك فيها للمرة الأولى 24 منتخبا بدلا من 16، وكان موعدها المقرر بين 15 يونيو و13 يوليو 2019، لاسيما وأن أي بلد لم يعلن حتى الآن رسميا تقدمه بطلب للاستضافة.