توصلنا من المكتب التنفيذي لمنظمة المرأة الاستقلالية ببيان جاء فيه : إن المكتب التنفيذي لمنظمة المرأة الاستقلالية في اجتماعه العادي الأخير، بعد تدارسه لنتائج الانتخابات الجماعية، وتقييمه للأجواء التي مرت فيها، يصدر البيان التالي: إن منظمة المرأة الاستقلالية تعتبر أن ما حصلت عليه المرأة المغربية خلال الانتخابات الجماعية ل 12 يونيو يعد إنجازا ينضاف إلى النجاحات والإنجازات التي ما فتئت المغربيات تحققنها بفعل تضحياتهن ونضالهن وعطائهن المتواصل والجاد، وثقة الشعب المغربي في كفاءاتهن وقدرتهن على الإسهام في العمل السياسي من باب الفعل الإيجابي، من خلال مراكز القرار وفي مختلف المجالات الاقتصادية كانت أو اجتماعية أو ثقافية. ولهذا تعتبر المنظمة أن يوم 12 يونيو 2009 سيظل يوما متميزا، حيث سيؤرخ للحظة من أهم لحظات النضال السياسي لكل المغربيات، ألا وهي لحظة تجاوز أحد أقسى عتبات الإقصاء، التي كانت تحول دون الانخراط الحقيقي للنساء في الحياة السياسية من باب المشاركة في تسيير الشأن المحلي، الذي بعتبر أقرب المجالات للحياة اليومية للمواطنين، حيث تشكل الفعالية والجدوى القيم السائدة، وتحقيق المنافع الضرورية المعيار الأساسي لتقييم العمل الجماعي. كما أن منظمة المرأة الاستقلالية تسجل بفخر واعتزاز اختراق النساء لمجال التسيير الجماعي بالعالم القروي، وتكسيرهن للحاجز النفسي الراسخ في اللاوعي الجماعي القائم على تصور السياسة عملا ذكوريا محضا، الشيء الذي كرس الهيمنة المطلقة للرجل على تسيير الشأن المحلي، كما تعتبر المنظمة ذلك إنصافا لهن واعترافا بكفاءتهن وجدارتهن في مجال العمل الاجتماعي التطوعي، من خلال نشاطهن في جمعيات المجتمع المدني، وفي تنشيط الحياة الاقتصادية من خلال عملهن في الحقل والمنزل معا. كما أن منظمة المرأة الاستقلالية وهي تؤكد ربح نساء المغرب لجزء من رهانهن على التغيير وتحقيق المساواة، من خلال تمكنهن من اختراق مجال التسيير الجماعي بنسبة تفوق 12% وتخطيهن لنسبة صفر فاصلة عدد ما. - تثمن عاليا الإرادة السياسية التي أدت إلى إنجاز هذا العمل الهام، إذ ما فتئ جلالة الملك نصره الله يوما بعد يوم، يقود تلك الثورة الاجتماعية الهادئة والهادفة إلى تجاوز مختلف الصعوبات والإشكاليات التي تعرقل تحقيق المشروع الاجتماعي الديمقراطي، الذي يفتح المجال أمام كفاءة جميع المواطنين رجالا ونساء، لمواجهة مختلف الصعوبات، ولمواجهة وضع دولي يتغير بسرعة، ويفرض تحديات اقتصادية واجتماعية كبرى لا يمكن لسياسة الإقصاء إلا أن تكون عقبة أمام تجاوزها. - تثمن عاليا عمل القوى النسائية الديمقراطية التي تواصل النضال من أجل تحقيق المطالب المشروعة لنساء المغرب وفي مقدمتها الحق في المساواة، والعدل والكرامة، انسجاما مع المبادئ الإسلامية ومع ما ينسجم معها من مبادئ عامة يقوم عليها بناء مجتمع ديمقراطي متضامن. - كما أن منظمة المرأة الاستقلالية إذ تثمن المجهودات الكبيرة التي بذلتها الحكومة بقيادة وزيرها الأول لبلورة التوجيهات الملكية السامية، الهادفة إلى الرفع من نسبة التمثيلية النسائية في الجماعات المحلية، وتمكين المرأة في بلادنا من الانخراط الفعلي في تدبير الشأن المحلي، وخاصة فيما يتعلق بتعديل القوانين المنظمة للانتخابات الجماعية حيث تم اعتماد مقتضيات تنص على: - إحداث دوائر انتخابية إضافية في كل جماعة حضرية كانت أو قروية أو مقاطعة بما يضمن نسبة 12% للتمثيلية النسائية في المؤسسات الجماعية المنتخبة. - إحداث لجنة المساواة وتكافؤ الفرص في كل مجلس جماعي. - اعتماد مقاربة النوع الاجتماعي في وضع المخططات التنموية الخاصة بكل جماعة. إضافة إلى آليات التحفيز المالي حيث أن المبلغ الراجع للأحزاب السياسية عن كل مقعد نسائي يتم الفوز به ضمن اللوائح العادية يصل إلى خمس مرات المبلغ الراجع لمقاعد الذكور الفائزين، إضافة إلى إقرار صندوق الدعم لتقوية قدرات النساء التمثيلية. فإن المنظمة تحيي التعاون الإيجابي والفعال الذي حصل بين الفرق البرلمانية والحكومة وأثمر توافقا وطنيا ساهم بشكل كبير في خروج هذه المقتضيات ودخولها حيز التنفيذ لصالح المرأة المغربية ودعما لكل الخطوات الرامية إلى النهوض بمختلف أوضاعه وتمكينها والقطع مع الحضور الرمزي لها. - كما أن منظمة المرأة الاستقلالية توجه تحية إكبار للشعب المغربي الذي دعم الترشيحات النسائية بالتصويت عليها، كما تخص بالشكر كل المواطنين الذين صوتوا لحزب الاستقلال بشكل عام تعبيرا منهم عن نجاح تجربته في التسيير على المستوى الوطني من خلال العمل الحكومي، وعلى المستوى المحلي بقيادة الجماعات والمجالس، وصوتوا للوائحه الإضافية بشكل خاص، وتعدهم باسم كل المناضلات المستشارات بتقديم الأفضل وبإضفاء الفعالية والجدية على التسيير الجماعي. وتؤكد منظمة المرأة الاستقلالية بأن هذه الخطوة الهامة لن تحقق أهدافها إلا بتمكين النساء من الإسهام في تسيير الشأن الجماعي ومن خلال تقلدهن لمناصب القرار كرئيسات للمقاطعات والجماعات والمجالس المحلية: عمالات وجهات، وكنائبات للرؤساء في مجالات حيوية. ولهذا فإنها تطالب المستشارات بالاستماتة في النضال لتحقيق الأفضل، وتطالب القوى السياسية الداعمة لهن بتمكينهن من كل الوسائل الديمقراطية المتاحة ليستطعن القيام بواجباتهن ومسؤوليتهن.