* سطات/أولاد سعيد : محمد جنان ما زالت الكثير من الجماعات القروية بالنفوذ الترابي لإقليم سطات ،وخاصة تلك الواقعة بالمناطق النائية، تفتقد إلى مجموعة من الشروط التي تساعد على تحقيق التنمية ومعيشة كريمة للساكنة، بسبب الحرمان والتهميش واللامبالاة والإهمال المفروض عليها من قبل المسؤولين بمختلف مواقعهم وكذا القطاعات المركزية. وما تزال الكثير من هذه الجماعات الترابية تعاني من غياب أبسط متطلبات الحياة، ليبقي سكانها يكابدون عوامل طبيعية قاسية وأخرى بشرية فرضها تهرب الجهات المسؤولة من خدمة مثل هذه المناطق النائية، التي تساهم في المقابل في خلق التنمية داخل الإقليم والجهة بحكم مخزونها الفلاحي وثرواتها التي تزخر بها ، وهو ما وصفه عدد من المواطنين في تصريحات متطابقة لجريدة “العلم” بكون السياسات المتبعة بهذه المناطق غابت عنها استراتيجيات شمولية توافقية ذات طابع ديمقراطي تشاركي مع جميع الفعاليات الحية والنشيطة ،بالإضافة إلى خدمة المصالح الشخصية عوض الصالح العام وعدم تفعيل ربط المسؤولية بالمحاسبة التي جاء بها الدستور على أرض الواقع . جماعة أولاد سعيد نموذج لهذه الجماعات الترابية التي يتهرب المسؤولين من خدمتها قصد تنميتها لتكون مصدرا وموردا اقتصاديا يساهم في توفير اليد العاملة والمساهمة في الرفع من الاقتصاد المحلي والإقليمي والجهوي ، إلا أن التجاهل في حق سكان هذه الجماعة أو القرية إن صح التعبير جعلهم فئة غير مسموح لها بالعيش الكريم بعد أن فقدت الكثير من حقوق وجب توفيرها، وليس من حق مواطنيها حتى الحلم في مستقبل أفضل، وهو ما جعلها تستسلم لأمر الواقع وتقضي الحاجة بما هو متوفر في انتظار الفرج الذي يبدو بعيد المنال مادامت التنمية تسير بها سير السلحفاة إن لم نقل منعدمة. فمن أراد زيارة هذه الجماعة لأول مرة سيصادف واقعا مأسويا؛ حيث يتنفسون سكانها الفقر ويلتحفون التهميش والعزلة وتغيب عنها أبسط ظروف ومتطلبات الحياة، بسبب غياب مشاريع تنموية من شأنها أن تخلق فرص الشغل لأهل المنطقة، وغياب مرافق عمومية اجتماعية لتوفير أماكن للترفيه لأبنائها وإظهار مواهبهم في مختلف المجالات ،مما جعل هذه الجماعة تتخبط في عزلة قاتلة وتعاني مخلفات التهميش التي فرضتها السياسات الممنهجة من قبل الجهات المنتخبة المتعاقبة على تسيير وتدبير الشأن المحلي ما حرمها من عدة مشاريع تنموية ،فلا طرقا مدت ولا مشاريع اجتماعية دشنت بالرغم من احتضان ترابها لبعض المواقع التاريخية المهمة ،لتبقى ظروف معيشة ساكنتها محدودة لكون نشاطها يتركز حول الفلاحة والقليل من التجارة ، كما أن واقع التنمية ما يزال مطلوبا منذ عقود بالرغم من الوعود التي يطلقها المسؤولين المنتخبين في حملاتهم الانتخابية بتجسيد مشاريع تزيل هموم السكان،إلا أن واقع الحال جعل مرافقها العمومية وشوارعها يتخبطون اليوم وسط مطارح الأزبال ومستنقعات النفايات والقاذورات وضعف الإنارة العمومية وغياب دار للشباب وتردي مختلف الخدمات المقدمة للمواطنين بسبب التسيير والتدبير العشوائيين لجل المرافق التابعة للجماعة القروية التي تعتبر من أعرق الجماعات من حيث التأسيس 1925 بالتراب الوطني ،الشيء الذي جعل شبابها يفضلون الهجرة مكرهين إلى المناطق والمدن المجاورة بحثا عن لقمة العيش ومستقبل زاهر،وبالتالي انتشالهم من دائرة اليأس الذي يعيشونه . وقد عاينت “العلم” عن قرب الفوضى والارتجالية ومظاهر اليأس والقنوط على محيا المواطن السعيدي لما تعرفه هذه الجماعة من تعثر تنموي واضح في كل المجالات ،مما يجعلها في أمس الحاجة إلى تنزيل مشاريع تنموية كبيرة لتغيير ملامح وجهها الشاحب ، من قبيل المنتزهات، وقاعات متعددة التخصصات، وملاعب القرب، والزيادة في الأقسام المدرسية لتخفيف الاكتظاظ، وتبليط الأزقة والشوارع، وبناء محطة طرقية تليق بمستوى تطلعات المواطنين وذوي المهنة . وفي تصريح لجريدة “العلم” أكد أحمد منتصر كاتب فرع حزب الاستقلال بأولاد سعيد أن الجماعة تسير من سيء إلى أسوء بسبب جملة من النقائص والمشاكل التي تتخبط فيها بالرغم من الشكايات العديدة التي تطرح على المسؤولين المحليين والإقليميين للنهوض بالمنطقة وتأهيلها ،علما يضيف المتحدث نفسه أن الجماعة تحتوي على مؤهلات طبيعية ولا يستفيد منها أبناء المنطقة في ظل البطالة التي تحاصرهم وتنخر أجسامهم،مردفا على أن البنية التحتية غير مؤهلة ولا تليق بتطلعات الساكنة ،حيث أن قطرات من أمطار الخير تكون كافية لإغراق الشوارع والأزقة بكثرة الأوحال والفيضانات لعدم تدخل القائمين على تسيير وتدبير الشأن المحلي لتهيئتها، إنه حقا أمرا مخجل بتعبير الفاعل السياسي بالمنطقة ولا يمكن أن يتغير هذا الواقع إلا بتغيير العقليات ونكرات الذات مع تحمل المسؤوليات دون أن يفوت الفرصة للتنويه بالمجهودات الجبارة التي تقوم بها السلطات المحلية والأمنية بالمنطقة رغم قلة الآليات والموارد البشرية . أما المستشار الجماعي أحمد صابر له الله عن حزب الميزان فقد أكد على أن الجماعة القروية أولاد سعيد تعيش حالة احتقان اجتماعي وسط تساؤلات كبرى للمواطنين حول مآل مستقبل جماعتهم انطلاقا من الحالة المزرية والوضع الذي أصبح يخيم على حصيلة التسيير الجماعي منذ الانتخابات الجماعية الأخيرة والتوجه العام الذي تصبوا إليه ،إذ أن المواطنين مازالوا ينتظرون الفرج ويأملون بداية ولاية تنسيهم مرارة حصيلة المجالس السابقة ،إلا أن العكس هو الصحيح مجلس معاق لم يأتي بجديد بأغلبية لم تستطيع وضع حتى برنامج عمل الجماعة حسب المادة 78 من القانون التنظيمي للجماعات المحلية والعمل على تتبعه وتحيينه وتقييمه،هناك مجموعة من الدواوير التابعة للدائرة 02 في عزلة تامة من قبيل أولاد الحاج بن سعيد والحاج العربي واشتاوة والبيتشات ..المحرومين من الإنارة العمومية لما يقارب أربعة سنوات نتيجة حريق شب بالمحول الكهربائي ولم تطله أيادي العاملين بالجماعة لإصلاح عطبه ، معلنا أن أعضاء المجلس من المعارضة لم يجدوا الظروف مواتية للاشتغال وما تتطلبه المسؤولية من نقاش ومشاورات حول جدول أعمال الدورات انطلاقا من مضامين الدستور الجديد الرامية إلى ربط المسؤولية بالمحاسبة ولم يتم إشراكهم في وضع البرامج ،منبها إلى حالة الإهمال والتقصير من خلال غياب أي مشاريع تنموية أو مخططات إستراتيجية تولد برامج استثمارية أو أنشطة مدرة للدخل خاصة التي لها علاقة بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية ،بل الأدهى من ذلك يضيف المتحدث ذاته إن المواطنين قد فقدوا الأمل وفضل بعضهم الانخراط في الجمعيات أملا في لطف دعم المجلس الإقليمي أو الجهوي على اعتبار أن الجماعة القروية خالية من أي مشروع يخفف العزلة التي يتخبط فيها السكان وتمتص بطالة الشباب الذي أنهكه الجلوس والانتظار وضياع الوقت في غياب تام لنوادي الشباب أو الملاعب الرياضية إلا إذا استثنينا مطرح النفايات والأزبال الموجود بمحيط القيادة والمدرسة الخصوصية مما يطرح علامات الاستفهام ،أما السوق الأسبوعي الذي كان مصدر رزق بعض الباعة هو الآخر تم تهميشه بالكامل ولم يعد له من السوق إلا الاسم فوضى عارمة في كل مكان بطلها بعض الحرفيين التجار وخاصة بائعي اللحوم البيضاء الذين يتركون فضلات الدجاج (الترياش) في عين المكان مخلفين بذلك روائح كريهة وسط جموع المتسوقين الذين عبروا عن استنكارهم وتذمرهم في مناسبات عدة ،بالإضافة إلى الطامة الكبرى المتعلقة بالدور السكنية والمحلات التجارية وسط مركز أولاد سعيد الآهلة بالسقوط منذ سنين التي هي في ملك ورثة أحد القياد ولم يتدخل القائمين على تسيير الشأن المحلي على إيجاد حلول ناجعة لحلها رحمة بالسكان وجمالية المركز ،إذ يقع هذا في ظل عدم وجود أي مخطط من مدبري الجماعة يضيف رجل التربية والتعليم بالمنطقة.