غياب الحكامة لدى وزارة الصحة ينذر بالخطر.. خبير: نقص الأنسولين يهدد حياة مليون من مرضى السكري بينهم 120 ألف طفل * عبد الناصر الكواي تتعالى الأصوات المحذرة من الخطر المحذق بقرابة مليون من مرضى السكري في بلادنا، وذلك بسبب التراجع الملحوظ في احتياطي مادة الأنسولين الحيوية بالمستشفيات العمومية. في هذا السياق، شدد حمدون الحسني، المتخصص في أمراض الغدد وداء السكري والتغذية، على أن مادة الأنسولين الحيوية التي أنقذت الملايين منذ اكتشافها سنة 1922، تعرف تراجعا خطيرا بالمغرب في الآونة الأخيرة، ما يهدد حياة نحو مليون مريض منهم أزيد من 120 ألف طفل. وأضاف الخبير نفسه في تصريح ل”العلم”، أن تحويل هذه المادة لمساعدة دول أجنبية كالصومال، وغياب الحكامة لدى الوزارة الوصية كرسا الأزمة بشكل ينذر بالأسوأ. وأضاف الحسني، أن غياب الحكامة لدى وزارة الوردي هو السبب في تفاقم الأوضاع، سيما وأنها لم تطلب من المختبرات الزيادة في إنتاجها من الأنسولين بعد ترحيل جزء مهم من الإنتاج الوطني من هذه المادة إلى مساعدات لدول أجنبية، وكذا بالنظر لتزايد عدد المصابين بداء السكر، موضحا كيف أن الوزارة تتعامل مع رقم 600 ألف مريض فقط، والحاصل أن العدد يتجاوز المليون، بالنظر لعدم قدرة الكثيرين على اقتناء هذه المادة من القطاع الخاص ولجوئهم لمستوصفات الأحياء أو بواسطة الراميد، ومن هؤلاء متقاعدون ومعوزون وأطفال تلزمهم أربع جرعات في اليوم ولا يعني أنهم لا يستطيعون العيش دون الأنسولين لنصف يوم. وحول الأقراص البديلة عن مادة الأنسولين، ذكّر المتحدث، أنها غير مجدية في حالات قدامى المصابين بداء السكري، وكذا بالنسبة للذين يعانون من مضاعفات الداء على العيون والكلي والقلب وغيرها من الأعضاء، معتبرا أن القاعدة هي أن المريض يلجأ للقطاع العام وأن القطاع الخاص يبقى تكميليا، ما يفرض على وزارة الصحة تحمل مسؤوليتها أمام عدم طلبها من المختبرات المنتجة للأنسولين رفع إنتاجيتها من هذه المادة لسد الخصاص، فالمواطن حسب الدكتور، يمكنه الصبر على الغذاء لكنه غير قادر على فقدان الدواء. بدورها، كانت الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة الحق في الحياة، قالت إن “العديد من الصيدليات تعرف نقصا في مادة الأنسولين حيث أصبحت منعدمة منذ أشهر بعدد من مناطق المغرب، مما يعرض حياة مرضى السكري للخطر”. وأطلقت الشبكة في بلاغ توصلت (العلم) بنسخة منه، نداء استغاثة من أجل انقاذ مرضى السكري بسبب فقدان مادة الأنسولين بمختلف الصيدليات"، مشيرة أن نقصها "أدى لوقوع احتجاجات بصفوف المرضى بكل من فاس والجديدة ومدن أخرى..” .وأكدت الشبكة أن "الوزارة تعيش ملحمة سوداء من ملاحمها تتجلى في انقطاع مادة حيوية وضرورية لفئة مرضى السكري".