احتضن أخيرا المقهى الأدبي الحورية الزرقاء بالمحمدية مدينة الزهور، أميسية كناوية مع المعلم محمد المتني وفرقته أو بلغة أهل كناوة « الكويو»، و قد تغنى المعلم المتني بالإضافة الى مقطوعات غنائية ورقصات كناوية على إيقاعات الهجهوج والطبل والقراقب، بقصائد زجلية،كما تحدث للحضور عن الفن الكناوي المغربي الذي يعتبره الكثيرون مرآة عاكسة لحقبة استقدام العبيد من موطنهم بالأغلال والسلاسل التي يعبر على أصواتها حصرا بالقراقب،لكن يبدو أن للمتني مقاربة أخرى في هذا الموضوع من خلال استشهاده بقصائد المغنى الكناوي المغربي مشيرا الى أنها ذات حمولة خفيفة من حيث المصطلحات الإفريقية فيما أتت صريحة بالتغني بالخلفاء الراشدين،وصلحاء المغرب ناهيك عن حمولتها الدينية المتمثلة في الذكر،مفيدا أيضا بأن الكناوي استوعب كل الإيقاعات المغربية ،بل وحصل نوع من التلاقح والتفاعل،بحيث ظهرت العيطة والمرساوي والحدادي في الكثير من المقطوعات الكناوية،وفي هذا الإطار استشهد بالكناوي بمدينة آسفي الذي تفاعل مع العيطة ،فيما تأثر كناوي الشاوية والدار البيضاء بالمرساوي ،كما أثرت البيئة الطبيعية والاجتماعية في الكناوي ،فجاء هذ الأخير بمدن الشمال هادئا خفيفا بينما الكناوي المراكشي ثقيلا موشوما بالدندنة،وارتبط اسم المعلم المتني في مجال الفن الكناوي بديوان «تاغنجا» إضافة الى دواوين أخرى.