إن أول ما يسترعي الانتباه في كل الانتخابات المهنية هي ظاهرة اللامنتمي حيث أن نسبة هذه الظاهرة وصل إلى 64% من محاضر الانتخابات المهنية، هذه النسبة يمكن أن تعتبر نقطة نظام. ويمكن أن تعتبر إنها أكبر مؤشر على إعاقة العمل النقابي . إنها اليد الحديدية التي يستعملها أرباب العمل ضد النقيب. هكذا يتحدث عنها الفرقاء الاجتماعيون وممثلو وزارة التشغيل ولكن أرباب العمل فإن ابتسامتهم تتوسع مساحتها كلما ارتفعت نسية هذه الظاهرة. وكأنهم يقولون بكل اللغات إن يد الباطرونا أقوى من يد النقابي، وأشدها صلابة وأمتنها عضلة. هذه اللغة التي سرعان ما تغيب وتتوارى حين يوجد أرباب العمل مع النقابيين على طاولة الحوار فإنهم يؤكدون أن العمل النقابي هو ضروري، وأن النقابي شريك أساسي، إننا أمام ثنائية اللغة وثنائية الموقف وثنائية الحوار، إننا أمام أزمة خطيرة، هذه الأزمة تعيد صياغة السؤال النقابي السرمدي، من يدافع عمن، من يحمي من؟ من يتبع من؟ من يؤطر من؟ حين يفلح رب العمل في تمييع المشهد النقابي فلصالح من؟ إن العزوف السياسي، قضية أقامت الدنيا وأقعدتها، وبقي الجدل كله حول النسبة التي أدت واجبها وذهبت لصناديق الاقتراع ويرى بعض المحللين أن النسية كلما قلت إلا وأصبحت غير ديموقراطية بدعوى أن هناك أغلبية صامتة ولكن ونحن أمام مشكلة أخرى، تجسد أمامنا 64% ضمن الذين لا انتماء لهم، وكل ولائهم لرب العمل، فماذا نقول عن هذه النسبة، هل هذه انتخابات غير ديمقراطية وأغلبيتها غير صامتة بل هامسة بصوت انسيادها. ناطقة باسم أصحاب نعمتها، أليس هذا هو قمة التزوير أليس هو هذا هو التصرف الفاضح للديمقراطية. إذ أنني أقبل أن لا أصوت وأقاطع عوض أن أقبل بمحاضر مزورة كتبها أرباب العمل، واختار أسماءها أرباب العمل، وبالتالي فأرباب العمل سيتفاوضون مع أنفسهم!!!، وسيكون حال العمل بخير وكل استحقاقات والعمل والعمال وأرباب العمل بألف خير.