***عبد الله البقالي // يكتب: حديث اليوم*** لا أدري ما إذا كان قضاة المحكمة الجنائية الدولية قد أنصتوا وتابعوا الحوار الخطير الذي بثته قناة «فوكس نيوز» الأمريكية والذي استضافت فيه الرقيب في الجيش الأمريكي المسمى ديلارد جونسون، والذي أدلى باعترافات تكتسي خطورة بالغة جدا، وتؤكد اقترافه أفعالا إجرامية يعاقب عليها القانون. فلقد تباهى هذا الجندي المجرم بقتله عددا كبيرا جدا من المواطنين العراقيين أثناء خدمته في الجيش الأمريكي في العراق خلال الفترة الممتدة من سنة 2005 إلى غاية سنة 2010 ، وأوضح أنه قتل خلال خمس سنوات ما مجموعه 2746 مواطن عراقي، ويتذكر أن أول عملية قتل مارسها حصلت حينما صدم بمدرعته الحربية حافلة نقل كانت تقل مواطنين عراقيين مدنيين، وكانت الحصيلة مجزرة حقيقية استشهد فيها 13 مواطنا عراقيا مدنيا بريئا. ويتفاخر الجندي المجرم بالقول بأن شعوره بعد قتل هذا العدد المهول من العراقيين هو «أفضل من شعوره بعد قتل الغزلان حينما كان عمري 13 سنة». اعترافات علنية وواضحة تؤكد اقترافه أفعالا إجرامية تعاقب عليها القوانين الدولية، والحال هنا يتعلق بجرائم إبادة حقيقية تدخل في صلب اختصاصات المحكمة الجنائية الدولية التي أضحى قضاتها ملزمين بإصدار أوامر استعجالية تقضي بإلقاء القبض على هذا الشخص المجرم، وإخضاعه للمحاكمة لترتيب الجزاء عن الجرائم التي يعترف علانية باقترافها. الأمر يتعلق بامتحان حقيقي لهذه المحكمة، فالجندي المجرم يعلن من خلال ما صرح به تحديه للقضاء الجنائي الدولي، ويمارس تحقيرا خطيرا ضده، وهو مقتنع أن هذا القضاء لا يمكن أن يطاله لأنه ينتمي إلى المؤسسة العسكرية الأمريكية التي لا يأتيها الباطل من أمامها ولا من خلفها، والتي لا يجرؤ أحد بما في ذلك القضاء على الاقتراب منها بسوء. إنه تحدي آخر معلن ضد المنظمات الحقوقية والدولية التي بلعت ألسنتها وهي تعلم بما اقترفه هذا الجندي من جرائم ضد الإنسانية. نخاف كل الخوف. أن يكون دور المحكمة الجنائية الدولية يقتصر على متابعة الصغار من دول ضعيفة في إطار انتقائية مخدومة. *** بقلم // عبد الله البقالي *** للتواصل مع الكاتب: [email protected] ***عبد الله البقالي // يكتب: حديث اليوم***