اختار المتهمون في كارثة أكديم إيزيك مقاطعة جلسات محاكمتهم الجارية أمام ملحقة محكمة الاستئناف بسلا، وهم الذين كانوا طعنوا في محاكمتهم أمام المحكمة العسكرية بالرباط، وطالبوا بمحاكمتهم أمام محكمة مدنية عادية. اختاروا المقاطعة بعدما استجابت هيئة المحكمة لجميع طلباتهم بما في ذلك إجراء خبرة على ما ادعوه تعرضهم للتعذيب، وبما في ذلك استدعاء حشد من الشهود بمن فيهم الضباط الذين حرروا المحاضر. اختاروا المقاطعة بعدما توفرت لهم جميع شروط المحاكمة العادلة، من حضور قوي لدفاعهم، ومن توفير الترجمة الفورية والسماح بممثلي المنظمات الحقوقية الدولية والوطنية بالحضور والمراقبة، وبمتابعة وسائل الإعلام الوطنية والدولية لجميع أطوار المحاكمة. اختاروا المقاطعة بعدما تحدثوا أمام المحكمة كما شاؤوا بما طاب به الحديث. والأكيد أنهم اختاروا المقاطعة بعد استنفاد جميع أساليب التعجيز والمناورة والالتفاف، إذ لم يتبق لهم غير الاعتراف العلني بما اقترفوه من جرائم خطيرة وفظيعة خصوصا بعدما تعرف شهود على بعض منهم. والواضح أن أسلوب تسييس الملف وإضفاء طابع الفرجة عليه لم يعد مناسبا ولا ملائما بعد استنفاد أسلوب التعجيز، ولن يكون كافيا لإبعاد شبهة اقتراف جرائم فظيعة. اختيار المقاطعة تحول إلى سلعة سياسية رخيصة تسوق لها الدروع الإعلامية لقيادة جبهة البوليساريو الخالدة التي لم يعد لها ما تسوقه بعدما لاحقتها النكبات على كافة المستويات. اختيار تحول إلى مسكن جديد يحاول التقليل من أوجاع الرأس المؤلمة. *** بقلم // عبد الله البقالي *** للتواصل مع الكاتب: [email protected]