فأجأتنا الشركة الوطنية للاذاعة والتلفزة بتخريجات جديدة نتساءل بحسن نية عن دواعيها وهي تأتي في وقت كثر انتقاد سابقاتها من التخريجات والأمر هنا يتعلق بدبلجة المسلسلات الأجنبية والتركية منها على وجه الخصوص بالقناة الثانية التي اختار مهندسوها هذا النهج باللجوء إلى اللهجة الدارجة المغربية باعتقاد منهم ان هذا العمل سيرفع من نسبة المشاهدة ويحبب أكثر هذا النوع من الأفلام في وقت أكدت فيه بشائر هذه الدبلجة بلهجة دارجية (هابطة) عبر الكثير من المشاهدين من خلال اتصالات لهم بالجريدة عن استيائهم من الكلمات المستعملة التي يخشون بها على أطفالهم من التقاطها وتداولها. والحديث عن الدبلجة موضوع كلامنا في هذه السطور يأتي بعد الغزو الذي تعرفه القناتان الأولى والثانية للهجات العربية الأخرى من لبنانية ومصرية وخليجية وهنا نتساءل أين موقع اللغة العربية من هذا الغزو!؟ وهل تدفق هذه اللهجات المتنوعة عمل عضوي؟ أم أنه تصدى للغة الرسمية لبلادنا كما ينص على ذلك دستورنا!؟ إن تقريب الأعمال الدرامية الأجنبية لا يمكن أن يتم بهذه الطريقة الممنهجة التي تخفى من ورائها إضعافا للغتنا العربية هي الأقرب للفهم وللأذن من اللهجات الأخرى كاللبنانية والخليجية والمصرية والتي يستعصى على المشاهدين المغاربة فهما وعلى وجه الخصوص اللبنانية والخليجية وفي نفس السياق الدارجة المغربية التي استمعنا إليها مؤخرا لدبلجة أحد الأفلام والتي لا ترقى للهجة العامية الدارجة الأقرب إلى اللغة العربية في كلماتها ومعانيها وأمثالها . إننا نريد بهذا الكلام كله أن يراجع المشرفون على الشركة الوطنية للاذاعة والتلفزة حسابهم بخصوص قضية الدبلجة من جهة، والحد من غزو اللهجات العامية الأجنبية للأعمال المقدمة بقناتينا لأن الاستمرار فيها بهذا الشكل المكثف هو طمس لهيوتنا الأصلية التي هي اللغة العربية المتينة بمعاينها وكلماتها وتعابيرها ونحوها وصرفها وبلاغتها والتي يجب أن تكون هي الأساس في ما يقدم للمشاهدين المغاربة وليست بالإسثناء او الفلتات ولأصحاب الأمر واسع النظر