* العلم الإلكترونية يبدو أن تعيين الاشتراكي بوغالب العطار، سفيرا للمملكة في كوبا، خلف ارتياحا كبيرا في هذا البلد الذي كان يعتبر لسنوات معقلا للبوليسيايو ومن يقف وراءها قبل أن يقوم الملك محمد السادس بإعادة تطبيع العلاقات خلال الزيارة التي قام بها مؤخراً إلى العاصمة "هافانا" بعد 37 تقريبا من القطيعة الدبلوماسية. صحيفة " 14ymedio"، التي تعتبر أول جريدة مستقلة في كوبا، أوضحت أن الملك محمد السادس اختار اشتراكيا ليكون له سفيرا في كوبا، آخذا بعين الاعتبار طبيعة النظام الكوبي. وأضافت أن تعيين العطار سفيرا بكوبا هو "أبرز تعيين بدون شك" من قبل الملك خلال المجلس الوزاري الأخير، وأن الرباط تعلن بذلك أنها "تمد يدها لكوبا". الصحيفة وضعت بروفيلا للعطار تشير فيه إلى أن "الممثل الجديد للملك في كوبا يتماهى مع السياسة التصالحية التي ينهجها الملك محمد السادس"، موضحة أن العطار هو قبل كل شيء "مناضل اشتراكي، بعدما عرف سجون الملك الراحل السحن الثاني، أصبحا أستاذا وصحافيا ونائبا برلمانيا، وكان يشغل مؤخرا منصب مستشار سياسي بالسفارة المغربية بمدريد". وأوضحت أن العطار يمكن أن يدعم النهج التصالحي بين البلدين باعتباره "مناضل اشتراكي شارك في اجتماعات الأممية الاشتراكية، المنظمة التي كان صديقه وناصحه، عبد الرحمان اليوسفي، نائب لرئيسها". ومن إيجابيات العطار- على حد قول الصحيفة – أنه يعرف عن كثب الأحزاب الأمريكية اللاتينية المنضوية تحت لواء الأممية الاشتراكية، إذ عبرهم احتك لأول مرة بواقع بلدان أمريكا الجنوبية، خاصة الأوروغواي والبرازيل والتشيلي ونيكاراغوا التي تربطها علاقات جيدة بكوبا. وأضافت ان كوبا تقدر تعيين الملك محمد السادس العطار ممثلا له في كوبا، كما "التفاتة من قبل الملك إلى كوبا عبر تعيين مخضرم في حزب المهدي بن بركة". لأنه "إذا كان هناك مغاربي يحظى بهالة كبيرة وأسطورية في كوبا هو بالضبط المهدي بن بركة". قراءة تحليل الصحيفة الكوبية لتعيين العطار قد يشرح جزء من تشبث الجهات العليا بالمملكة بالاتحاد الاشتراكي ليكون ضمن التشكيلة الحكومية لما بعد 7 اكتوبر التي قبل بها عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة المعفى، وقبل بها سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة الحالي. الصحيفة أوضحت أنه لم يكون من السهل على الملك محمد السادس والسفير الجديد تعويض الفراغ الذي أحدثته 37 سنة من التباعد والقطيعة، لكنها أقرت بأن "الملك ومستشاريه الدبلوماسيين والسفير الجديد مقتنعين بأن هناك أرضية ممكنة للتفاهم"، نظرا لوجود "تحديات مشتركة وحاجيات تتجاوز الأيديولوجية".