* العلم: شعيب لفريخ كما كان متوقعا أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن قراره بانسحاب الولاياتالمتحدةالأمريكية من اتفاقية باريس المناخية، وذلك في إطار تنفيذ وعوده الانتخابية، والذي جاء مباشرة بعد انعقاد مجموعة الدول السبع التي جمعت قادة كل من الولاياتالمتحدة وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وبريطانيا في الاجتماع السنوي للمجموعة بمدينة تاورمينا بجزيرة صقلية الإيطالية يومي 26 و27 ماي المنصرم. وبرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الخميس فاتح يونيو، انسحاب الولاياتالمتحدة من اتفاقية باريس العالمية لمكافحة التغير المناخي بحجة "حماية أمريكا وشعبها"، على حد تعبيره. وقال ترامب إنه "من أجل أداء واجبي في حماية أمريكا وشعبها، فإننا سنخرج من اتفاقية باريس ولكن سنبدأ مفاوضات حول إمكانية التوصل إلى اتفاق جديد يكون أكثر عدلا"، مضيفا أن الاتفاقية "ظالمة لأقصى حد بالنسبة للولايات المتحدة". وأضاف ترامب أن "هذه الاتفاقية ظالمة لأقصى حد" تجاه بلاده،و تضعف الولاياتالمتحدة في الوقت الذي تعطي مزايا اقتصادية لدول أخرى تعد الأكثر إصدارا للتلوث". معتبرا أن الاتفاقية تعيق قدرات الولاياتالمتحدة الاقتصادية وكلفتها مليارات الدولارات وتزيد التكلفة على الشعب الأمريكي، مؤكدا على الخروج من أي اتفاقية "لا تضع أمريكا أولا" وقد جاءت ردود الأفعال مباشرة بعد إعلان ترامب عن ذلك، حيث ندد الرئيس الاميركي السابق باراك اوباما بقرار ترامب القاضي بالانسحاب من اتفاقية باريس حول المناخ، مؤكدا على ان القرار لن يحول دون التقدم على الصعيد البيئ في بقية انحاء العالم. واعتبر اوباما ان ترامب يرفض المستقبل بقراره الانسحاب من اتفاق المناخ وان الدول التي التزمت بالاتفاق ستحصد الفوائد على صعيد الوظائف والقطاعات ذات الانشطة التي تم احداثها. كما ندد رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر بقرار ترامب الانسحاب من اتفاق باريس ووصفه بالخاطىء الى حد خطير. وشدد المفوض الاوروبي للتحرك حول المناخ ميغيل ارياس كانيتي بان العالم يمكنه التعويل على اوروبا بعد انسحاب واشنطن من الاتفاقية. وقالت المفوضية الأوروبية، في بيان لها، إن "الاتحاد الأوروبي يأسف بشدة للقرار الأحادي الجانب لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بانسحاب الولاياتالمتحدة من اتفاقية باريس". وتابعت: "سيعزز الاتحاد الأوروبي شراكاته الحالية وسيسعى لتحالفات جديدة من أكبر الاقتصادات العالمية إلى أكثر الدول المعرضة للمخاطر". كذلك أعربت فرنسا وإيطاليا وألمانيا، في بيان مشترك، عن أسفها لقرار ترامب، وقالت إنها "تؤمن بشدة بأن اتفاق باريس حول المناخ غير قابل لإعادة التفاوض". وأضافت الدول الثلاث أن "الاتفاقية تقدم فرص اقتصادية أساسية للنمو والرخاء". المستشارة الالمانية انجيلا ميركل عبرت عن اسفها لانسحاب الولاياتالمتحدة من اتفاق المناخ وقالت ان امريكا تلحق الضرر بالعالم من خلال قرار ترامب. وفي بلاغ توصلت به "العلم"، عبر رئيس مؤتمر COP22 عن استيائه العميق لقرار الولاياتالمتحدةالأمريكية بالانسحاب من اتفاق باريس، وهو الاتفاق التاريخي الذي كان ثمرة تعاون طويل بين مختلف الأطراف المتدخلة. وأضاف البلاغ ، "أنه رغم هذا القرار، فإن ديناميكية الفعل المناخي لن تشهد تراجعا و لن تتوقف هنا والآن، بل على العكس ستتواصل مجهوداتنا لبلوغ الاهداف المنشودة. أمم العالم، الفاعلون العموميين وغير العموميين والحكومات والمجتمع المدني والمقاولات وجمعيات المجتمع المدني والمدن والجامعات.. جميعهم منخرطون في مستقبل نظيف ومستدام، غني بفرص الشغل والتنمية الاقتصادية، مع هاجس الحفاظ على البيئة". ويذكر، أنه تم التوصل إلى الاتفاقية في المؤتمر ال 21 للأطراف الأعضاء في اتفاقية الأممالمتحدة الإطارية بشأن تغيُّر المناخ، والتي تضم حوالي 200 دولة، والذي استضافته العاصمة الفرنسية، في الفترة من 30 نوفمبر إلى 11 ديسمبر 2015. والتزمت الدول المشاركة، بموجب الاتفاقية، بوضع استراتيجيات وطنية تهدف إلى تثبيت تركيزات غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي عند مستويات تحول دون إلحاق الضرر بالنظام المناخي لكوكب الأرض. وتنبغي الإشارة، إلى أن قرار الرئيس الأمريكي بالانسحاب سيؤثر لا محالة على دول صناعية أخرى مترددة، حيث سبق أن أعطى كل من رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، ورئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، إشارات حول إمكانية سيرهم وراء موقف الرئيس الأمريكي. ومما لا شك فيه، فإن موقف الرئيس الأمريكي ترامب الذي يدعم الصناعات التي تعتمد على الوقود الأحفوري، هو سلبي تماما على مصلحة الصحة العامة للبشر ، وكذا على النظام المناخي للأرض بصفة عامة. فقرار الرئيس الأمريكي، إن كان يعبر عن شيء، فإنه يعبر عن بداية زعامة سلبية أمريكية للعالم، ونزوع غير أخلاقي تجاه الصحة العامة ، وتجاه مصلحة كوكب الأرض، والمستقبل هو وحده الكفيل بالكشف عن الحقائق الكارثية. ماذا يعني انسحاب الولاياتالمتحدةالأمريكية من اتفاقية باريس المناخية