تواصل حوادث السير في بلادنا حصد مزيد من الأرواح البريئة، ويستمر مؤشر ارتفاع التكاليف المالية لهذه الظاهرة، ويتناسل المعطوبون والأيتام والأرامل من جراء هذه الآفة التي تزداد خطورة وفتكا بالمجتمع، ويقف المجتمع يتفرج على هذه الطاحونة التي تفتك، ولا من يحرك ساكنا، وحتى وإن بادرت إحدى الجهات بالتصدي لها تقوم الدنيا ولا تقعد. الاحصائيات المتعلقة بحوادث السير الخاصة بسنة 2008 تواصل مساءلة المجتمع بإلحاح شديد، لأنها تؤكد أن كل الأرقام المتعلقة بها ازدادت ارتفاعا، فعدد حوادث السير ارتفع من 58924 حادثة سنة 2007 إلى 715 64 سنة 2008، والقتلى ازدادوا من 3838 سنة 2007 إل 4162 سنة 2008، ونفس الأمر بالنسبة للجرحى بمختلف حجم الإصابات الجسمانية التي لحقتهم، وإذا ما اكتفى المجتمع بالتفرج والمتابعة فإن الظاهرة مرشحة للزيادة لا قدر الله. نعم، إن طرقنا تساهم من حيث بنياتها، ونعم أيضا إن بعض الممارسات السائدة في طرقنا والمسؤول عنها من أوكل إليهم القانون أمر المراقبة تساهم في تضخم جسد هذا الغول المخيف، ولكن أيضا فإن سلوكات الأفراد مسؤولة بشكل رئيسي عما يحدث، إنها أرقام ونسب مخيفة حقا تتطلب الصرامة والحزم، لأن لا أحد من المغاربة يقبل أن تتحول طرقاتنا إلى مقابر ومدافن لا قدر الله.